شارع الثورة في القطيف حولته جرافات محمد بن سلمان إلى أَثر بعد عين.
وبعد أن كان يضج بالحياة والناس، بات لا يسمع فيه سوى أصوات آليات الهدم التي لم تهدأ منذ السبت 16 من سبتمبر الجاري.
مبان سويت في الأرض، ومحال تجارية جرفت وتحولت إلى أكوام من الردم، والمئذنة شاهدة على الجريمة، بيوت لكل باب قصة تروي حكاية شهيد أو جريح أو معتقل، حتى الطيور على شرفات المنازل غادرت مع أصحابها إلى سراب لا نهاية له.
عوائل لم يحصل معظمها على تعويضات، وإذا حصلت كان بالشيء القليل، الذي لا يكفي دفع الايجارات المرتفعة، هجرت من بيوتها بسطوة التهديد والوعيد، وتحولت من ملاك إلى مستأجرين، ما يعني أنّها مقبلة على أزمة سكن كبيرة.
بذريعة التنمية والتطوير، عمل نظام بن سلمان جاهداً على طمس الهوية، وكيف إذا كانت هوية شارع الثورة، تحمل عناوين الكرامة وعدم طأطأة الرؤوس أمام حقد آل سعود.