استيقظت أمهات في قطاع غزة على أنقاض منازل أطبقت على فلذات أكبادهن وصراخهم الذي خفت أعطى إشارة إلى أنّهم رقدوا إلى الأبد.
بقيت ألعاب الأطفال شاهدة على آلة قتل الاحتلال الاسرائيلي التي لم ترحم براءة الطفولة، قتلتهم بدم بارد، لكنّ بياض بطانيتهم التي كانت مصدر دفئهم كشفت عن الوجه الدموي للاحتلال.
فقدت إحدى أمهات غزة ثلاثة من أبنائها، فيما نست أم ثكلى ألم الجسد وراحت تصرخ في باحة المستشفى: “أطفالي ماتوا جوعى أين أنتم يا عرب”.
وتقول إحدى الأمهات: “تنفجر الصواريخ التي نسمعها في قلبي خوفاً وقلقاً على ابنتي الوحيدة دعاء التي أصبحت شهيدة”.
لم تهدأ الطواقم الطبية في استقبال الجرحى والشهداء طوال الوقت، لكنّ إحدى الممرضات توقفت عن العمل حين رأت زوجها بين الشهداء فخرجت إلى بناتها رافعة شارة النصر، قائلة: “أبوكو استشهد”.
تبقى العيون شاخصة برغم الوجع والألم نحو ذاك الطوفان الذي انطلق ليحرر الأقصى وكل فلسطين.