الخليج/ متابعات- وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" شريط الفيديو الأخير الذي أفرج عنه تنظيم "داعش" الذي يرصد قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة بالأكثر وحشية على الإطلاق، وسردت الصحيفة تفاصيل ردود الفعل الحزينة والمؤلمة من قبل عائلته بعد سماعهم نبأ إعدامه من قبل تنظيم "داعش" المتطرف، كاشفة عن تعليق الإمارات لطلعاتها الجوية ضد "داعش"؛ بسبب خلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية حول جهود الإنقاذ عقب إسقاط الطائرة الأردنية، واعتقال الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
وفي مقابلة مع "سي إن إن" الأمريكية قال وزير الخارجية القطري خالد العطية إنه لا يلوم ملك الأردن لأي شيء يقوم به تجاه تنظيم "داعش"، مضيفاً أن قطر ستدعم رد الأردن؛ لأنه حليف للأردن، ونفى وزير الخارجية القطرية دور قطر في دعم الإرهاب، مضيفاً أن قطر تدعم الحليف الأمريكي، وقواعد قطر مفتوحة لهم. وعبّر عن صدمته للفيديو الذي نُشر، مضيفاً أن تنظيم "داعش" لا علاقة له بالإسلام.
وقطع التلفزيون الأردني البث بشكل رسمي وبث أناشيد وطنية للجيش الأردني. وتوعّد الجيش الأردني بردّ مزلزل وقوي ضد تنظيم "داعش"، حيث يمتاز الجيش الأردني بمهنية عالية، ويوصف بأنه جيش احترافي، ويحظى الأردن بدعم قوي من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات وقطر، وهو يُعتبر حليفاً قوياً لدول المنطقة. لكن مراقبين يرون أن خيارات الأردن محدودة على الأرض، فهو منهك بأكثر من نصف مليون لاجئ سوري يقبعون داخل حدوده، بالإضافة إلى أن تنظيم "داعش" ليس جيشاً نظامياً حتى يتم مواجهته.
وخرجت الصحف الأردنية بعناوين داعمة للأمن والجيش الأردني مع التهديد بعمليات انتقامية، حيث عنونت صحيفة "العرب اليوم" الأردنية صفحتها الأولى "ويبقى الوطن"، أما صحيفة الدستور فقد قالت بعنوان عريض "داعش الإرهابي يغتال البطل الكساسبة"، ونقلت عناوين كلمة العاهل الأردني التي وجّهها للشعب الأردني.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إنه تم فجر يوم الأربعاء تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحق امرأة ورجل عراقيين ينتميان للقاعدة، في أعقاب قيام متشددي تنظيم الدولة الإسلامية بقتل طيار أردني أسير.
وفي ردّها على مقتل الطيار الذي أعلنت وفاته يوم الثلاثاء أعدمت السلطات الاردنية ساجدة الريشاوي، وهي المرأة التي كان تنظيم الدولة الاسلامية قد طالب بإطلاق سراحها. ونفذت أيضاً حكم الإعدام في زياد الكربولي وهو متشدد عراقي آخر بالقاعدة، وُجّهت إليه اتهامات بالتخطيط لشنّ هجمات في المملكة.
وكانت "الريشاوي" قد حُكم عليها بالإعدام عن دورها في تفجير انتحاري بالعاصمة الأردنية في 2005 أودى بحياة 60 شخصاً؛ إذ لم ينفجر حزامها الناسف آنذاك، في حين أدين الكربولي في 2008 بقتل أردني.
وكان الملك عبدالله الثاني ملك الأردن قد التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما على عجل قبل عودته إلى الأردن، وبحثا قضية مقتل الطيار الأردني الكساسبة، وبحسب "أسيوشيتد برس" تعهّد الرئيس الأمريكي والعاهل الأردني بعدم السماح بوصول المعركة مع تنظيم "داعش" للأردن، الحليف القوي لأمريكا والغرب والمشارك في عملية التحالف الدولي ضد "داعش".