لم يكتف النظام السعودي بالتصفيقِ والاحتفال بافتتاح “موسمِ الرياض” والرقص على جراح غزة، وكأنَّ حرباً لم تكن. لم يكتف بتطمين الإدارة الأميركية على أحوال التطبيع الذي ستُستكمل إجراءاته بعد الحرب.
ولم تُحرِّك صور الأطفال والنساء والشيوخ المضرَّجين بدمائهم ذرّة تضامن لديه. بل على العكس، راح النظام السعودي يقمع كلَّ متضامن مع فلسطين ومُعبّر عن تفاعله مع ما يجري في غزة.
فقد منعت السعودية نادي “الهلال”، أحد أندية “صندوقِ الاستثمارات العامة”، من نشرِ صورة تُظهر تضامناً مع الضحايا في فلسطين، عبر توجيهات رسمية أُرسلت إلى النادي بضرورة إزالة صورة أحد لاعبيه وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية، مُجبِرة مَن شاركوا الصورة على نشر اعتذار رسمي عن حديثهم في أمور سياسية.
تسري سياسة القمع السائدة، ومنع إظهار التضامن مع الفلسطينيين، أيضاً، على المواطنين المحرومين من حق التظاهرِ والتجمُّع السلمي للتعبير عن مواساتهم لأبناء غزة، واستنكارهم للعدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، حيث تشهد السجون على حكايا معتقلين لا يزالون خلف القضبان بسبب تضامنهم مع القضية الفلسطينية، بينهم الشيخ حسين الراضي، والناشطة سلمى الشهاب، وخالد العمير وغيرهم.
وكانت السعودية قد شنَّت خلال السنوات الماضية حملات اعتقال تعسُّفية بحق عشرات الفلسطينيين.
هو التاريخ إذاً، سيُسجل أنَّ نظاماً عربياً، يخدم الحرمَين الشريفَين، استكثر على أبناء أولى القبلتين وثالث الحرمين كلمة تضامن واحدة قد تُغيِّر التاريخ بأكمله.