الإمارات / نبأ – صرح مسؤول أمريكي رفيع مساء امس الجمعة في ميونيخ، بعد اجتماع عقده وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مع وزراء من دول الخليج، إن الإمارات ستستأنف على الأرجح مشاركتها في التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية.
وعلّقت الإمارات مشاركة طيرانها بعد قتل طيار أردني بطريقة وحشية، “لكن هناك غضب كبير لما حدث للطيار، وأبلغت الإمارات كيري بأنها ستستأنف على الأرجح مشاركة طيرانها في غضون أيام”، بحسب المسؤول.
وقررت الحكومة الإماراتية تعليق طلعاتها الجوية مع قوات االتحالف، بعد تحطم طائرة الطيار معاذ الأردني الكساسبة في ديسمبر في مدينة الرقة السورية، وأسر مقاتلي الدولة الإسلامية له، خشية أن يتعرّض طياروها للمصير ذاته.
وشدد الموقف الإماراتي على ضرورة أن تحسّن وزارة الدفاع الأمريكية من عمليات الإنقاذ والملاحقة للطيارين الذين يختفون في مناطق العدو.
وكانت صحيفة الاتحاد الإماراتية المحسوبة على حكومة أبوظبي كشفت أمس الجمعةأن تعليق الإمارات مشاركتها في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لا يقتصر فقط على توفير الحماية الكافية للطيارين.
وذكرت الصحيفة، أن الإمارات، التي علقت، في نهاية ديسمبر، ضرباتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية تأخذ على التحالف عدم تنفيذه وعده تسليح العشائر السنية في العراق للمشاركة في الحرب ضد التنظيم، إلى جانب مطالبتها بضرورة توفير الحماية الكافية لجميع الطيارين.
وكتبت صحيفة «الاتحاد» أن «توقف مشاركة الإمارات في الضربات الجوية، صحيح أنه مرتبط بمطالبتها بضرورة توفير الحماية الكافية لجميع الطيارين الذين يشاركون في الضربات ضد (داعش)».
وأضافت أنه «هذه ليست كل الحكاية، فالجزء الآخر والمهم وراء تحفظ الإمارات على المشاركة في الضربات الجوية هو استياؤها من عدم التزام التحالف بوعده في دعم السنة في الأنبار، وعدم تجهيزهم وتهيئتهم وتسليحهم للمشاركة في الحرب ضد (داعش)» علي حد قولها.
وأكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الخالق عبدالله – المقرب من سلطات أبوظبي – أن الإمارات انسحبت من قوات التحالف الدولي، مؤكداً في ذات الوقت أنها ستعود بقوة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار عبد الخالق في تغريدات على “تويتر” أن الإمارات لم تنسحب إطلاقا من الحلف ضد الدولة الإسلامية خوفا أو ترددا، بل علقت مشاركتها مؤقتا إلى أن تستجيب الولايات المتحدة لشروطها الخاصة بعمليات الإنقاذ.
يذكر أنه – وبعد أيام من كشف توقيف الإمارات مشاركتها في التحالف – قامت الولايات المتحدة أمس الخميس في شمال العراق بنشر طائرات وطواقم متخصصة في عمليات البحث والإنقاذ من أجل تسريع عمليات إنقاذ طياري التحالف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في حال أسقطت طائراتهم.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت الخميس أن الإمارات، التي علقت في نهاية ديسمبر مشاركتها في الضربات الجوية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا بعد احتجاز الطيار الأردني، اشترطت نشر هذا الطراز من الطائرات للعودة عن قرارها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفيع أن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان سأل السفيرة الأمريكية باربرا ليف عن أسباب عدم نشر واشنطن مزيدا من الموارد في شمال العراق لإنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم.
لكن مسؤولا أمريكيا قال إنه “ما إن تحطمت الطائرة (الأردنية) حتى بدأت فورا عمليات بحث جوية مكثفة وتم إرسال فرق إسعاف إلى آخر موقع معروف للطيار”.
وأضاف: “لم نتمكن من تحديد مكان الطيار قبل أن تحتجزه قوات “الدولة الإسلامية”.
من جهة أخرى، واكبت طائرات أمريكية الخميس طائرات أردنية فوق سوريا حيث شنت ضربات انتقامية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” ردا على إحراقه الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا.
وقال مسؤول في البنتاغون إن طائرات أف-16 وأف-22 أمريكية تولت حماية مقاتلات أردنية خلال مهمة، في حين تولت طائرات أمريكية تزويدها بالوقود والمراقبة في مهمة دعم إضافي.
ويضم التحالف ضد الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة العديد من الدول العربية علي رأسهم السعودية والإمارات وكذلك الأردن والذين شنوا غارات جوية في سوريا منذ سبتمبر الماضي .