صراع الاجنحة يأخذ شكلاً غازيّاً، وتميط الاتهامات والاتهامات المضادة جزءاً من اللثام عن النزاع المستور بين الأمراء، ويشارك فيها خلطاؤهم كل بحسب انتمائه..بدأت أزمة الغاز في المدينة ثم في مكة ووصلت جدة وها هي تتنقل، وكل ذلك في بلد يحرق فيه الغاز في الهواء الطلق لأنه يمتلك ما هو أغلى منه..
اليمن المجاور يعيش انتقالاً ثورياً تاريخياً، أمر عمليات الخارج يخيب في وأد الارادة الثورية برغم تجاوب بعض الداخل..اجتماعات سفراء روسيا وألمانيا ومصر مع قادة أنصار الله تحمل في باطنها سيرة أخرى، فثمة اعتراف بالواقع يفرضه الثوار على من أراد رؤية المشهد اليمني كما هو على الأرض..
وفي مصر تسريبات النيل عن أسرار العلاقة مع قادة ما بعد الضفة الشرقية من البحر كشفت عما كان يردّده الريس في الغرف المغلقة عن مشايخ النفط البؤساء..ليس في التسريبات جديد، فالأطراف جميعها تدرك أن الدعم المالي بكل سخاء النفط لنظام السيسي ليس كرمى عيونه أو عيون المصريين، بل تدفع هذه الأطراف ثمن نجاتها من موج الثورة..وتلك عروبة أهل النفط حين يراد لها أن تُحمَى قومياً..