لم تحرّك 49 يوماً من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وحرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، دولاً وأنظمة لاتخاذ خطوة حقيقية جريئة واحدة في اتجاه وقف جرائم الاحتلال.
قابلت المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بيانات تنديد واستنكار، وقمم عربية سُمّيت “طارئة” برغم انعقادها بعد 36 يوماً من بدء العدوان، وسط خلافات على إدانة الاحتلال تُوّجت بدعوات خجولة لوقف العدوان، من دون أنْ تجرؤ دول ادّعت زوراً أنّ القضية الفلسطينية على رأس سُلَّم أولوياتها، وعلى رأسها السعودية، أنْ بيدها أوراق ضغط بإمكانها أنْ تزيل بواسطتها الاحتلال.
أمّا وقد دخل اتفاق الهدنة، الذي يُعدُّ انتصاراً حقيقياً للمقاومة، حيّز التنفيذ، بدأت تلك الدول بالمسارعة إلى قطف ثمار هذا الانتصار.
مع سريان الهدنة، راحت وسائل إعلام النظام السعودي تروّج لدور سعودي “جبار” ساهم في إرساء الاتفاق، منها من تحدّث عن دور مزعوم للرياض في إنشاء جسور إغاثة جوية وبحرية، وتأثير سعودي في الموقف الأوروبي، ومنها من أضاء على توقيع الرياض اتفاقيات تعاون مشترك مع منظمات إغاثة دولية، من بينها “منظمة الصحة العالمية”، التي وللمفارقة أوقفت وزارة الصحة في غزة التعامل معها لعجزها عن إغاثة الغزّيين.
ولا يمكن الغفلة عن حقيقة أنّ مَن أعطى ضمانات لواشنطن باستئناف حلقات التطبيع فور توقُّف العدوان على غزة، لا يمكن له أنْ يدعم انتصار الأخيرة على الكيان المؤقّت.