أخبار عاجلة

من المضحك أن نصدق محاربة السعودية للإرهاب


المتتبع لتصريحات وزير خارجية السعودية سعود الفيصل ، الثمل بسكرة انتصارات فيلق درع الجزيرة "داعش" في العراق، يتلمس تبريرا الى حد التبني لفظاعات "داعش" ضد الشعب العراقي، محملا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسؤولية ما جرى ويجري في العراق.

اخر التصريحات "السكرى" لسعود هذا ، والتي رد فيها على اتهام العراق للسلطات السعودية بانها وراء "داعش" وكل ما يعانيه العراق بسبب المجموعات التكفيرية الوهابية ،  كانت وصفه لهذه الاتهامات بانها "مضحكة"، داعيا العراق الى التأسي بالسعودية في طريقة مكافحة الارهاب!!.

كما قلنا في مقالات سابقة وكثيرون قالوها قبلنا ، ان عالم اليوم يكتوي بنار الوهابية ، الفيروس الذي بدا مع ظهور ال سعود في جزيرة العرب وتاسيس مملكتهم بدعم الاستعمار  البريطاني الذي اسس ايضا في وقت متقارب الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ، هذا الفيروس الذي يفتك بالجسد الاسلامي عبر ترويج ثقافة التكفير وزرع الفرقة والاختلاف والصراعات في البلدان والمجتمعات الاسلامية خدمة لتوأمها الكيان الصهيوني، وهذا التاريخ الاسود للوهابية لم يعد خافيا على احد ، منذ ان سوت الوهابية التراث الاسلامي العظيم ، ومازالت ، بالتراب في مكة والمدينة وفي جزيرة العرب.

ان اكبر جريمة وخيانة عظمى ارتكبتها الوهابية في حق الامتين العربية والاسلامية، كانت تغيير بوصلة المسلمين من فلسطين المحتلة، واعتبار العدو الصهيوني المحتل للقدس، هو العدو الاول والوحيد للامة الاسلامية والمسلمين، الى ايران والشيعة واعتبارهما اعداء، فأغرقت الامة في صراعات وهمية لا اساس لها ، خدمة لاسرئيل والصهيونية العالمية، وناصبت العداء لكل حركات التحرر العربي والمقاومة الاسلامية والعربية، ضد الاستعمار والرجعية ، ولم ينته هذا الصراع الذي استفحل وبشكل رهيب بعد ما عرف بثورات الربيع العربي، حيث قامت الوهابية بدور هدام في العراق وسوريا واليمن والبحرين وتونس وليبيا ومصر، كما لعبت من قبل هذا الدور الهدام في افغانستان وباكستان والصومال ومالي وافريقيا وحتى امريكا واوروبا والشيشان والصين وروسيا.

الدور الوهابي السلبي تكثف وبشكل ملحوظ في سوريا والعراق ولبنان، نزولا عند رغبة الصهيونية العالمية التي رات في هذا المحور بالاضافة الى ايران وحماس والجهاد الاسلامي ، خصما عنيدا لا يمكن ازالته من امام مخططاتها الا عبر اثارة فتنة طائفية بين المسلمين انفسهم، وهو بالضبط ما قامت به الوهابية والدولار النفطي السعودي، الذي يعتبر وقود الامبراطورية الاعلامية وثمن اسلحة التنظيميات التكفيرية.

ان النشوة الظاهرة على محيا سعود الفيصل وباقي اعضاء اسرة ال سعود ومشايخ الوهابية التكفيرية واعلامها الرخيص، بسبب غزوات داعش في العراق ، ماهي الا دليل قاطع على التورط السعودي في تاسيس وتحريض وتموين ودعم المجموعات التكفيرية في العالم ومن ضمنها "داعش" و"جبهة النصرة" و"القاعده" و"طالبان" بنسختيها الباكستانية والافغانية.

الملفت ان السعودية والوهابية لا تدعم وتحرض التنظيمات التكفيرية في العالم فحسب، بل ان اكبر واخطر اعضاء هذه التنظيمات الوهابية التكفيرية، هم من السعودية، وهناك قوائم طويلة وطويلة جدا باسمائهم ومسؤولياتهم بدا من باكستان وافغانستان واليمن ومرورا بالعراق وسوريا وانتها بلبنان واوربا وامريكا، وكان اخر الهالكين المدعو او خالد الهلالي قائد زمر "داعش" في محافظة صلاح الدين العراقية.

ان تورط ال سعود والوهابية في في تاسيس ودعم "داعش"، ليس سرا ولا يحتاج الى دلائل او قرائن ، فهذا الامر لم يخف حتى على ولاة امر ال سعود من صقور الجمهوريين في الولايات المتحدة ، فهذا  السيناتور الجمهوري جون ماكين، اعلن في تصريح صحفي دون لف ولا دوران  إن السعوديين يمولون عمليات عصابات "داعش" الإرهابية، داعيا واشنطن للضغط على الرياض لايقاف ذلك.

اما دعوة سعود العراق الى ان يحذو حذو السعودية في مكافحة الارهاب، فهذا امر يثير الضحك والسخرية اكثر، لانها ببساطة كذبة كبيرة، اذ لايمكن للسعودية الوهابية ان تحارب نفسها، فاذا اراد ال سعود محاربة الوهابية ، فعليهم اولا محاربة انفسهم ومذهبهم الوهابي التكفيري، فانهما اس واساس كل المصائب والكوارث التي تنزل بالمسلمين، لذا على سعود الفيصل ان ينتحر هو اولا وقبل ذلك ان يقنع مشايخ الوهابية ان ينتحروا بشكل جماعي عندها سيتخلص العالم من اكبر داعمي و ممولي ومنظري الارهاب في العالم.

من سخرية القدر ان يسخر سعود الفيصل، الذي يعتبر ممثلا لاتعس واكثر الانظمة ظلامية في العالم، من النظام الديمقراطي العراقي ، الذي اتسعت ديمقراطية للاسف الشديد حتى لمرتزقة سعود من البعثيين التكفيريين المجرمين من امثال طارق الهاشمي وحارث الضاري.

اخيرا، سوف يطرد الشعب العراقي بعد فتوى سماحة السيد السيستاني، سكرة انتصار "داعش" من راس سعود الفيصل، بعد ان يتمكن من سحق جيش "داعش" الوهابي الظلامي، عندما ستنتكس صحة سعود مرة اخرى ويدخل في حالة الكآبة التي اخرجته منها "داعش" مؤقتا، ولايجد بعدها مفرا الا الرحيل الى امريكا التي لم تنقذه من مرض الرعاش بعد.
 

** نبيل لطيف