القاهرة/ نبأ- قالت شبكة "سي بي إس" الأمريكية في تقرير لها اليوم الأربعاء إن الرئيس السيسي يحاول جاهدا السيطرة على الأضرار التي ألحقتها تسريبات تحمل سخرية من حلفاء مصر الخليجيين.
وأفادت الشبكة أن الرئيس السيسي يجاهد لتفادي أي أضرار حول علاقاته بدول الخليج، بعد أن ضبطته تسريبات صوتية مزعومة مع اثنين من مساعدين وهم يسخرون من دول الخليج ، ويتناقشون في كيفية "حلب" مليارات منهم.
وتعكس الاتصالات الهاتفية السريعة للسيسي مع زعماء الدول الخليجية الإثنين الماضي الدور المحوري التي تلعبه المساعدات القادمة من المانحين الخليجيين، والتي تجاوزت 20 مليار دولار في العام الماضي فحسب، لدعم اقتصاد مصري متهاو في أعقاب أربعة سنوات من عدم الاستقرار.
رئيس الوزراء إبراهيم محلب أصر على أن التسريبات مفبركة، وهو مبرر يُنظر إليه بعين الشك في مصر والمنطقة.
وقال محلب لصحيفة الحياة السعودية الثلاثاء إن الإخوان فبركوا التسجيلات باستخدام ممثلين لـ"دق إسفين" بين مصر وشركاء الخليج.
وأضاف محلب أن الهدف من وراء بث التسريبات هو تدمير المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في شرم الشيخ الشهر المقبل، والذي يستهدف جذب الاستثمارات من دول الخليج.
وتلقى السيسي دعما خليجيا قويا لإطاحته بمرسي عام 2013، ومناهضته للإسلاميين والمسلحين، وهو يمثل هاجسا مشتركا بين مصر والخليج.
وامتدح بيان صادر من مكتب السيسي، في أعقاب المكالمات الهاتفية مع دول الخليج، "حكمة القيادات الخليجية"، وأضاف أن العلاقات القوية لن يقوضها "محاولات شائنة".
وأصدرت دول الخليج من جانبها رسائل طمأنة للسيسي، فنقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن العاهل السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز قوله إن الملك ينظر إلى العلاقات مع مصر بأنها "ثابتة".
ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زياد آل نهيان، أخبر السيسي أن "أي محاولات شريرة" لن تؤثر على "العلاقات القوية الأخوية"، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وخلال الشهور الأخيرة، دأبت قناة "مكملين" الحليفة للإخوان على بث تسريبات صوتية تتعلق بالسيسي وجنرالات بارزين، داخل مكتب اللواء عباس كامل، مدير مكتب وزير الدفاع السابق والرئيس الحالي.
التسريبات السابقة ادعت وجود مؤامرة للجنرالات لفبركة دليل ضد مرسي، واستغلال الإعلام ..، لكن القناة لم تذكر الكيفية التي حصلت بها على تلك التسجيلات الصوتية.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أمنيين مصريين قولهما أيضا أن التسريبات مفبركة، وأضافا أن السلطات الأمنية تجري تحقيقا داخل مؤسسة الرئاسة ووزارة الدفاع والجيش ومؤسسات الدولة لفرز الموظفين المشتبه في وجود علاقة لهم مع الإسلاميين.
واعتبر المسؤولان أن التسريبات اعتمدت على "استخدام تكنولوجيا متقدمة".
التسريبات الأخيرة، الذي بث الأحدث الماضي، يعود، على ما يبدو، لفترة ما قبل انتخابات الرئاسة التي فاز بها السيسي.
وبحسب التسريبات، يتناقش السيسي وكامل في تدفق التبرعات المالية من شركاء الخليج، حيث يطلب وزير الدفاع آنذاك مساعدات من السعودية والإمارات والكويت بقيمة 10 مليار دولار من كل دولة، وتحويلها مباشرة إلى حسابات الجيش، مع "قرشين للبنك المركزي".
كما قال السيسي خلال التسريب: ”الفلوس هناك زي الرز"، مستخدما تعبير مصري للسخرية من امتلاك دول الخليج كمية غير محدودة من المال.
ووصف كامل الأقطار الخليجية بـ "أنصاف دول"، تحتاج مساعدة مصر للدفاع عن نفسها، مطالبا بضرورة أن تتبع مصر سياسة "هات وخد".
المسؤولان الأمنيان أشارا إلى أن دول الخليج تتطلع لمساعدة الجيش المصري في ظل اضطرابات العالم العربي.
وأشار السيسي، على نحو متكرر، إلى أن "أمن حلفاء الخليج خط أحمر"، ويتكامل مع "أمن مصر"، ملمحا إلى استعداده إرسال قوات للدفاع عن الخليج من المتطرفين.
كما أعلن قبل ترشحه للرئاسة عن فرقة تدخل سريع، ملمحا إلى أنه حينما يتعرض الأمن القومي العربي لتهديد حقيقي ونستدعى فهي مسافة السكة"، في إشارة إلى سهولة إرسال قوات مصرية إلى أي دولة.