السعودية / نبأ – في دلالة على غياب القوانين وفي مؤشر على خضوع الدولة للتيار المتشدد، أعفى مدير عام الشؤون الصحية بمكة المكرمة عبد الله المعلم مدير مستشفى شرق عرفات بندر قدير من منصبه على خلفية حملة أثارها التيار المتشدد في المملكة ضد قدير بسبب آرائه السياسية المناهضة لتنظيم داعش.
التغريدات التي كان قدير نشرها قبل أربعة اشهر والتي دافع فيها عن ضرب مقاتلي تنظيم داعش، اضافة الى اعلانه تأييد الرئيس السوري بشار الأسد بعد فوزه في الإنتخابات، شكلت محور حملة تكفير وتهديد بالقتل بحق قدير.
هكذا اذا جرت الإقالة خارج إطار قانون العمل، وبدون حكم قضائي، وقال المتحدث باسم الشؤون الصحية في منطقة مكة عبدالوهاب شلبي ان ما جرى مجرد اجراء احترازي والسبب هو مخالفة قدير لسياسة البلاد.
وقد نشطت هاشتاغات متعلقة بالموضوع، غرد عبرها التيار المتشدد مطالباً بمعاقبة الطبيب وإخراجه من البلاد.
ولم تغب التغريدات الطائفية تحت هذا الهاشتاغ حيث وصف بالرافضي تارة والنصيري تارة اخرى. وشارك مشايخ الوهابية في الهجوم على قدير حيث وصفه الشيخ سعد التويم بأنه ارهابي فيما وصفه الشيخ عادل الكلباني بالعليل.
في المقابل فقد استهجن عدد كبير من المغردين مسارعة السلطات بمعاقبة قدير حتى قبل فتح تحقيق، وردوا ذلك الى رضوخها لضغوط التيار المتشدد. بينما تسائل البعض الآخر إن كان يجوز قانونا فصل موظف لأجل تغريدة تضمنت موقفا سياسيا تجاه ارهابيين دواعش يهددون المملكة؟
وهل ستتخذ السلطات اجراءات لحماية الطبيب الذي تعرض للتهديد بالقتل؟
كما تم طرح سؤال إن كانت السلطات تتفاعل مع الاخطاء الطبية مثلما تفاعلت في هذه القضية! وذكر مغردون بأنه من الواجب محاسبة ومعاقبة من أججوا الفتنة وأرسلوا الشباب الى القتال مع داعش وهؤلاء ما زالوا في مناصبهم في جامعات المملكة ومنهم محمد البراك وابراهيم الفارس!
كما استنكر معلقون معاقبة قدير في حين ترك أولئك الذين أعلنوا صراحة تأييدهم لإسرائيل في قصف سوريا ولبنان وغزة بشكل علني!