عطّلت هجمات القوات المسلّحة اليمنية على السُفن التجارية المتوجّهة نحو موانئ فلسطين المحتلّة عبر البحر الأحمر، طريقاً تجارياً رئيسياً يربط أوروبا وأميركا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس.
فما عادت الخسائر الاقتصادية تقتصر على كيان الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل امتدّت إلى أسواق الدول الأوروبية المُعتمِدة إلى حدٍّ كبير على آسيا في تموينها بالسلع والموادّ الخام والمعادن.
تتفادى القارّة الأوروبية، التي ترتكز أيضاً على النفط والغاز الخليجي المارّ عبر البحر الأحمر، مرور شركاتها للشحن في مضيق باب المندب، وتحسُّباً للمخاطر العسكرية والأمنية، فهي لا تقترب مِن مضيق هرمز.
يشمل الواقع شركات الشحن العالمية، فيما تُنذر التطورات بتضخُّم وغلاء في الأسعار لدى دول الاتحاد الأوروبي، ذلك أنّ تحويل السُفن نحو رأس الرجاء الصالح يترتَّب عليه زيادة تكلفة السلع وتأخُّر وصول المنتجات القادمة منَ الشرق الأقصى، ما يعني أزمات اقتصادية مُرتقَبة للحكومات ومعيشية للمواطن الأوروبي، عقب ارتفاع الغاز والنفط في أوروبا بنسبة تزيد عن 10 في المئة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وما يُقلق قارّة أوروبا حقاً لا يُختزَل في تهديد خطوط الشحن البحري، بل يصل إلى مخاوف مِن إقدام اليمن على إتلاف كابلات الاتصالات الدولية التي تربط الشرق بالغرب، والموجودة في قاع البحر الأحمر.