تجاوزت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كُل الحدود وقاربَت بلوغ يومها التسعين، فبلغَت فداحة ثمنها أرقاماً قياسية من الشهداء والجرحى، في ظلّ استهداف مُتعمَّد للمستشفيات وانعدام وجود مرافق صحية نظيفة وآمنة.
تقول البروفيسور ديفي سريدها، رئيسة قسم الصحة العامة العالمية في “جامعة إدنبرة” البريطانية في إسكتلندا، إنّ “الأمر لا يقتصر على الرصاص والقنابل، بل يتطوّر إلى تفشّي الأمراض في غزة”.
ترجّح سريدها أن “يموت ربع سكان القطاع في غضون عام واحد في حال استمرّت الحرب الإسرائيلية، بسبب تفشّي الأمراض الناجمة عن فقدان المياه النظيفة أو الصرف الصحي والمراحيض الصالحة للاستخدام، أو الغذاء أو الدواء، أي الحاجات الأساسية للإنسان”.
بلغ عدد الأطفال الشهداء خلال كل يوم جرّاء العدوان، في تشرين ثاني/نوفمبر 2023، حوالي 160 طفلاً، وفقاً لمنظمة “الصحة العالمية”، وبلغ العدد الإجمالي للأطفال الذين استُشهدوا أكثر مِن 5300 طفل، بحسب منظمة “يونسيف”، فيما استُشهد 229 مِن كُل ألف شخص، بحسب مجلّة “لانسيت”.
وتشير “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة” (أونروا) إلى أنّ “85 في المئة مِن سكان غزة نزحوا، في ظل انهيار تامّ للقطاع الصحي والطبي”.
وفي السياق نفسه، حذّرت المتحدّثة باسْم منظمة “الصحة العالمية”، مارغريت هاريس، من “عدم توافُر علاجات للأطفال الذين يعانون منَ الإسهال، التهابات الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية، في مخيمات اللاجئين، بالإضافة إلى خطر تفشّي مرض الكوليرا”.