بدأت بوادر خلاف جديد بين الإمارات والسعودية اثر خلافهما الاول حول الموقف من أحداث العراق، وذلك على على خلفية مطالبة أبو ظبي باعتماد الأزهر فقط كمرجعية دينية موحدة تمثل "الإسلام السمح المعتدل" حسب تعبير مصادر إماراتية مسؤولة.
وطبقا لمصادر عربية وصفها موقع "وطن يغرد خارج السرب" بالمطلعة، أوضحت المصادر أن الخلاف الإماراتي السعودي الجديد يضاف إلى تباين شديد في وجهات النظر بين البلدين حول الموقف من الأحداث بالعراق ففي الوقت الذي أكدت فيه أبو ظبي على لسان وزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد دعمها الكامل لحكومة نوري المالكي في مواجهة التكفيريين، حمل الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، المالكي نفسه مسؤولية تدهور الأوضاع بالعراق الذي سبق واتهم السعودية بشن حرب ضد العراق.
وأفادت المصادر، ان الخلاف الجديد يأتي في ظل حالة شحن حيث عمل الإعلام الإماراتي بطريقة مباشرة وغير مباشرة ضد السياسة السعودية في المنطقة خاصة في العراق، وان هناك تحفظات سعودية تم إبلاغها لأبوظبي على حملات إعلامية إماراتية منظمة تروج للأزهر كمرجعية وحيدة للإسلام وبما يعني تهميشا للدور الديني للمملكة وضربا لأسس بقاء النظام السعودي الذي يستمد شرعيته من الفكر السلفي (المدخلي) والنهج الوهابي التكفيري.
وقالت المصادر ذاتها إن الرياض أبدت انزعاجا من احتضان واستضافة أبوظبي لرموز صوفية أزهرية مثل شيخ الأزهر أحمد الطيب ومفتي مصر السابق علي جمعة واليمني الحبيب علي الجفري وتقديمهم من خلال وسائل إعلام الإمارات المباشرة وغير المباشرة كنموذج فريد ووحيد للدين الإسلامي السمح وبما يعتبر ضربا لرموز الفكر الوهابي والسلفي التكفيري (المدخلي) بالجزيرة العربية ومن بينهم أئمة الحرمين المكي والنبوي الشريفين الذين أبدوا انزعاجا كبيرا لحكام السعودية تجاه هذا الأمر الذي يعني تقديمهم للعالم وللمسلمين كمتطرفين وإرهابيين وهو ما بدأ يظهر في تغريدات بعض المحسوبين على الأمن الإماراتي سواء إماراتيين أو سعوديين.
وأشارت إلى أن ما أثار قلق السعودية كذلك هو وصول معلومات لديها عن توجيهات عليا صدرت لصحف الإمارات ووسائل إعلامها بشن حملات منظمة والتركيز على موضوع تجديد الخطاب الديني وأن "ما زاد الطين بلة" هو تمليح بعض افتتاحيات الصحف إلى ما اعتبرته "خطابا سعوديا دينيا متشدداً" يجب تجديده لأنه المسؤول عن "تطرف الشباب هنا وهناك".
وكانت صحيفة "الخليج (الفارسي)" الإماراتية الرسمية قد دعت في افتتاحية لها يوم 17ر من يونيو الحالي تحت عنوان "تجديد الخطاب الديني" إلى أن يكون الأزهر هو المرجعية الدينية الوحيدة، قائلة إن تجديد الخطاب الديني إلى "السمح المعتدل الذي يقبل الآخر هو مسؤولية الجميع، أنظمة وحكومات ومؤسسات ومراكز دينية، وفي المقام الأول هي مسؤولية الأزهر الشريف كمنارة دعوية وفكرية وثقافية إسلامية في صياغة خطاب إسلامي موحد ومعتدل، ووضع حد للمتطفلين على الدين والذين يسيئون إليه"..حسب تعبيرها نصاً.
وتوقعت المصادر أن يخرج الخلاف الإماراتي السعودي إلى العلن خلال الأيام القادمة في ظل حالة شحن وعمل الإعلام الإماراتي بطريقة مباشرة وغير مباشرة ضد السياسة السعودية في المنطقة خاصة بالعراق.