مرّت 4 أشهر وما زال قطاع غزة وأهله يرزحون تحت نيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد لاإنساني استفزّ مشاعر الشعوب في العالم وبعض الأنظمة الغربية، إلّا أنّه لم يكن كافياً لربما من أجل دفع السعودية للتحرُّك الجاد على الأرض من أجل وقف العدوان الإسرائيلي.
لا تصعيد يذكر في الموقف السعودي بل يتجّه إلى مزيد من الإنكفاء نحو القضية الفلسطينية وأحقّية الشعب في الدفاع عن نفسه، عَكْسَ موقف اليمن الذي خرج من بين الركام شاهراً كل إمكانياته نُصرةً لغزة والمقاومة، بل خرج ليحاصر كيان الاحتلال الإسرائيلي من البحر الأحمر، مانعاً وصول أي سفن تجارية في اتجاه موانئه.
تتغافل السعودية، التي تضجُّ وسائل إعلامها بمشاهد إرسال شحنات إغاثية إلى غزة بعنوان “مساعدات لإغاثة الشعب الفلسطيني”، عن أنّ هذا الشعب وصل إلى هذه الحالة نتيجة الحصار المتواصل والعدوان الذي دخل شهره الرابع.
صحيح أنّ جدة استضافت القمة العربية الإسلامية لبحث تداعيات هذا العدوان، ولكنّها لم تأتَ بجديد ما عدا تنديدات وتوصيات، بل شكّل موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صدمة كبيرة بعد رفضه إضافة بنود إلى البيان الختامي كانت لِتُشَكِّل ضغوطاً على الاحتلال وحلفائه وتساهم بتخفيف الضغط عن غزة ومقاومتها.