السعودية تخضع للضغوط الأميركية وتتردَّد بانضمامها إلى “بريكس”

أنْ تعتمد دولة على مصالحها في تقرير سياساتها فذلك ديدن الدول، أمّا أنْ تتحكّم مزاجيتها بقراراتها فهذا نهج السعودية وحدها.

في أقل من شهر، كانت المملكة داخل وخارج مجموعة دول مجموعة “بريكس”. فقد فاجأت تصريحات وزير التجارة السعودي ماجد القصبي، على هامش منتدى “دافوس” الاقتصادي، دول المجموعة، بنَفْيه انضمام بلاده إلى “بريكس”، وأنّها “ما زالت تدرس الأمر”.

تتناقض هذه التصريحات مع تقارير رسمية صدرت بداية كانون ثاني/يناير 2024 تشير إلى أنّ السعودية باتت عضواً في المجموعة. فلماذا تبدو الرياض مترددة في اتخاذ القرار؟

منذ دعوة المجموعة السعودية وعدد آخر من الدول للانضمام إليها، وبعد موافقة الرياض المبدئية، تكثَّفت تحرُّكات واشنطن في اتجاه إفشال توسيع المجموعة التي تحاول كسر الأحادية القطبية الأميركية. فسارعت، وبعد أسبوعين من قمة “بريكس” في آب/أغسطس 2023، للإعلان عن مشروع الممر الهندي الشرق أوسطي – الأوروبي على هامش “قمة العشرين” في الهند.

واليوم، ونظراً إلى التطوّرات الإقليمية المستجدّة وارتفاع منسوب الكلام عن ضرورة التطبيع السعودي – الإسرائيلي، يبدو أنّه من غير المستبعد أنْ تكون المملكة قد اتجهت إلى التريُّث أو تأجيل الإعلان عن الانضمام رسمياً حتى يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود في ملفات المنطقة الشائكة، واستغلال “بريكس” كورقة تفاوضية للحصول على شروطها مقابل أي حل مع كيان الاحتلال.