القيادي في "لقاء" المعارضة في الجزيرة العربية الدكتور فؤاد إبراهيم

فؤاد إبراهيم في ذكرى “انتفاضة الكرامة”: شعاراتها وطنية وآثارها باقية.. وسياسات النظام السعودي تؤكد مشروعية المعارضة

نبأ – أكد القيادي في “لقاء” المعارضة في الجزيرة العربية، الدكتور فؤاد إبراهيم، أنّ “انتفاضة الكرامة” التي انطلقت يوم 17 شباط/فبراير 2011 في القطيف والأحساء “لم تكن مجرد حادثة ارتجالية أو انفعالية، بدعوى أنّ عنصر الشباب كان الأكثر حضوراً”، مشيراً إلى أنّ “الشباب نهض بواجب الدفاع عن مجتمعه وقضيته عن وعي وبصيرة”.

وتحدّث إبراهيم، في مهرجان أقامته الجالية الحجازية في مدينة قم المقدسة بمناسبة الذكرى الـ 13 لـ “لانتفاضة الكرامة”، عن “شعارات الشباب وسلوكه الملتزم وتعاونه وحرصه على تفويت في أي فرصة يمكن لنظام القمع السعودي أنْ يستغلها لزيادة مستوى البطش والتنكيل بالمتظاهرين السلميين”.

وذكّر بأنّ “مطالب المشاركين في الانتفاضة كانت واضحة وواقعية وتكشف في تطابقها مع مطالب الانتفاضة الأولى عن استمرارية سياسات النظام السعودي في التمييز والاضطهاد والقمع والاستبداد”.

وبيّن أنّ “سياسات النظام لم تتغيّر على الرغم المرور ثلاثة عقود على الانتفاضة الأولى”، فـ “قد كانت شعارات تبييض السجون من معتقلي الرأي في كل أرجاء مملكة الصمت، وتحسين الأوضاع المعيشية، وتحقيق مبدأ الشراكة السياسية والتوزيع العادل للثروة تزين المظاهرات والجدران”.

وقال إبراهيم: “بقدر ما كانت شعارات الانتفاضة واقعية، فإنّ القوى المنظمة لها كانت حريصة على أرواح الشباب والتزامهم جميعاً بخارطة طريق واضحة تعكس رُقِي جمهور الانتفاضة والتزامه الرسالي ورسوخ إيمانه بقضية عادلة”.

واعتبر أنّ “ما يميّز انتفاضة الكرامة في المنطقة الشرقية أنّها، وإنْ كان المشاركون فيها يغلب عليهم لون مذهبي محدَّد، فإنّهم أَبَوا إلّا أنْ تكون شعاراتهم وطنية وعامة، وأنْ يغلبوا الخير العام على المطلب الخاص، على الرغم من الغبن والظلم والمعاناة الذي لحق بهم من ممن يُفترض بهم أنْ يكونوا شركاء في الوطن، بتحريضهم على القتل والانتقام من شباب الحراك”.

وأضاف أنّه “يُكْتَب للشباب، لشباب الانتفاضة، وللمنظمين لجدول أعمالها، أنّهم حملوا مَطالِباً تعلو على الذات الخاصة، وهي على مستوى علو أرواحهم، وترجمة أمينة لثقافة توارثوها من الآباء والأجداد على مدى أجيال، حين كانوا يرمون أباءهم بالتكفير، وكانوا يقابلونهم بالدعوة إلى الوحدة الإسلامية”.

وتابع قائلاً: “مضى أكثر من عقد من السنوات على الانتفاضة المباركة ولا تزال آثارها باقية، ولا يزال النظام قائماً على زيادة القمع والتمييز والاضطهاد، بل ازداد في عهد (الملك) سلمان وابنه (ولي العهد محمد بن سلمان) تعنُّتاً وبطشاً”.

وأكد أنّ “هذا دليل إضافي على حالة الإنكار الذي يواجه بها النظام كل مطلب مشروع، بل هو اليوم في أقصى ما يمكن تخيّله من جحود بالواقع المزري الذي وصل إليه حال الناس من كل الأطياف على مستوى البطالة والفقر والضرائب الجائرة التي أوصلت الناس إلى مستويات قياسية في قعر البؤس المعيشي”.

وفيما نبّه إلى أنّ “الفقر صار ظاهرة وطنية عامة، وكذلك الظلم والاضطهاد”، لفت الانتباه إلى أنّ “مسلسل الإعدامات الذي لجأ إليه النظام السعودي بحق شباب “انتفاضة الكرامة” يعكس إفلاسه وعجزه وفشله، لأنّ مجرد استعمال القوة المفرطة ليس ابتكاراً جديداً ولا فنّاً يخترعه النظام للخروج من أزمته بحل مثالي”.

وأردف بقوله: “الدولة ما قامت إلّا على العنف واحتكاره، ومجازات المطالبة بالحقوق المشروعة بالقتل والاعتقال لا يعكس سوى نزوعاً مع سابق إصرار نحو المكابرة ورفض التعامل الصحيح مع الواقع الذي يعيشه الناس، والذي يدفع ببعضهم إلى الجهر بسوء ما أصاب الجميع، وما تعرّضوا له بفعل سياسات جائرة يطبّقها النظام السعودي منذ عقود”.

وجزم إبراهيم بأنّ “اللجوء إلى سياسة الإعدامات ثبت بأنّه لن يَكْبُت أصوات الناس ولن يُلغي المعارضة”، مشدّداً على أنّ “سياسات النظام السعودي في عهد سلمان وابنه تعزّز دوافع المعارضة وتؤكد مشروعيتها والحاجة إليها”.