رغم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلّا أنّ الصمت يلازم خطيب الجمعة في الحرمين الشريفين.
تُغيَّب السعودية فلسطين في كل أسبوع عن رسالة الجمعة التي يفترض أنْ ترقى إلى مستوى الحدث، خصوصاً أنّ الحرم المكي والمسجد النبوي يضمّان في كل جمعة عدداً كبيراً من المعتمرين والزوار من كل بقاع العالم الإسلامي، حيث يجب أنْ ينصر خطيب الجمعة قضايا الأمة، وأيُّ قضية أهم من فلسطين والعدوان على غزة.
لا يأتي الخطيب على ذكر “إسرائيل” تماماً أو إدانة جرائم الاحتلال، ويطرح قضايا سعودية داخلية كيوم المعلم والأزمة الأسبوعية والدعاء الدائم للملك وولي عهده.
ذُكِرَت فلسطين مرة واحدة في الدعاء الختامي وليس في الخطبة نفسها.
لم تأت هذه التعمية على القضية الفلسطينية من فراغ، وبموجب رد إبن باز مفتي السعودية الأسبق، وهو من كبار الوهابية، أجاز الصلح والتطبيع من دون اعتبار للحقوق والمقدّسات المُغتصبة في فلسطين وأناط الأمر برمّته لوليّ الأمر (الحاكم).
ويضاف إلى ذلك موقف السعودية المائع من العدوان على غزة والذي تمثَّل في مجرَّد تصريحات مستَهْلَكة إعلامياً من دون أيِّ تحرُّك فعلي على الأرض أو اتخاذ إجراءات لدعم الشعب الفلسطيني.