تستمر الحملات الأمنية في تركيا لتهجير اللاجئين السوريين، وفي ظل معاملة سيئة تسعى أنقرة إلى تسريع إجراءات ترحيلهم وتعتزم إعادة 200 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم خلال عام 2024، وفق ما أظهرته تقارير حقوقية.
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في تقرير، إنّ “السلطات التركيّة ترحّل آلاف السوريين أو تضغط عليهم لمغادرة البلاد نحو منطقة تلّ أبيض النائية التي تحتلها تركيا في شمال سوريا، حيث الظروف الإنسانية مزرية”.
وأضافت المنظمة أن “تَعهُّد حكومة (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان بإنشاء “مناطق آمنة” يظلّ بلا معنى، إذ يجد السوريون أنفسهم مجبَرين على خوض رحلات خطرة هرباً من الظروف اللاإنسانيّة في تل أبيض”.
وكشفت إحصاءات عن أنّ السلطات التركيّة رحّلت 57,519 سورياً وآخرين بين يناير/كانون ثاني وكانون أول/ديسمبر 2023، منهم 16,652 عبر معبر تل أبيض.
في وقت سابق، سلطت صحيفة “غارديان” البريطانية الضوء على ما وصفتها بـ “جرائم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتلاعُبِه بمأساة اللاجئين السوريين”.
وكشفت تصريحات أردوغان، خلال الانتخابات الرئاسية في أيار/مايو 2023، عن مدى استغلاله لملف ترحيل اللاجئين السوريين واستخدامه كمجرد ورقة يتنازل عنها متى يشاء، بعد تحقيق المكاسب السياسية والمالية عبر الأمم المتحدة.
وما يؤكد ذلك تصريحه الأخير الذي قال فيه إنّ بلاده “ستواصل جهودها لمنع تدفُّق النازحين من المنبع”، في إشارة إلى الشمال السوري.