أخبار عاجلة
القيادي في "لقاء" المعارضة في الجزيرة العربية، الدكتور فؤاد إبراهيم (نبأ)

فلاسفة الغرب وفلسطين [2] | سارتر: إسرائيل أولاً، وفلسطين عاشراً!

*فؤاد إبراهيم

في أرشيف فيلسوف الوجودية الفرنسي جان بول سارتر (1905 – 1980) تجربة عريقة في النضال ضد الاستعمار الفرنسي والأوروبي عموماً، فكانت له مواقف فارقة في دعم قضايا الشعوب، ولا سيما الشعب الجزائري في نضاله ضد الاستعمار الفرنسي. وكان عمله المسرحي «الذباب»، الذي نشره في بداية الأربعينيات من القرن الماضي، يُصنّف في أدب مقاومة الاحتلال.

وقد أثار بعد عرضه في مسرحية حفيظة السلطات الألمانية التي أوقفت العرض بعد أن تنبّهت إلى رسالته التحريضية. ومع أنّ شخصيات المسرحية تعود إلى أزمنة غابرة، يونانية على وجه الخصوص، فإنّ طبيعة الحوارات التي دارت بين شخصيات المسرحية تحمل رسائل سياسية معاصرة، وذات دلالة، مثل القول بأن القاتل هو من يستولي على الحكم. ويشدّد في هذا العمل على قيمة الحرية، ولا سيما الحرية الفكرية، ويطالب بأن يمسك الفرد زمام أمره بيده وبإرادته الحرّة، ويذكّر قارئه بأنّه حر، والواجب على الحر أن يمارس حريته بانتزاع كل القيود المفروضة عليه، لأنّ الحرية مثل العدوى. وحسب وصفه، فـ«إن رجلاً حراً في المدينة هو أشبه بعنزة جرباء في قطيع، فهو سوف يصيب بالعدوى كلّها…». وينبّه إلى القوة الهائلة التي ينطوي عليها الإنسان الحر «حين تنفجر الحرية يوماً في قلب إنسان، فإن الإلهة لا يملكون إلا العجز تجاه هذا الإنسان…».

نشر سارتر روايات مسرحية وأعمالاً فكرية أخرى عن الحرية بخلفية سياسية، وله كتاب «مواقف» عارض فيه الحرب الهندية الصينية، ودافع عن الناشطين من شعراء وكتّاب، وكان وقوفه إلى جانب الثورة الجزائرية معلماً فارقاً في سيرته النضالية. وكتب مسرحية «أسرى ألتونا» وألتونا هي بلدة في هامبورغ على نهر إلبه، تناول فيها قصة تعذيب الفرنسيين للجزائريين، بتقميص ضابط ألماني، فرانتز، دور الضابط العائد من القتال والمسكون بعقد نفسية والمتعطش للتعذيب وقهر الآخرين.

ولكن، في المقلب الآخر، ثمة درج في أرشيف سارتر يخفي فيه وصمة التماهي مع المشروع الصهيوني، وأقول «يخفي» لأنه تعمّد ذلك حتى لا يفقد المقروئية الواسعة التي يتمتع بها في أوساط المناضلين من أجل الحرية، والشريحة التي آمنت بأيديولوجيته الوجودية.

في سنة 1944 كتب سارتر مقالة بعنوان «حول المسألة اليهودية»، وشرح موقف اليهود في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، وبدا متأثراً بالدعاية الصهيونية بل تحوّل إلى أداة فيها. أعاد سارتر إنتاج صورة اليهودي المضطهد، الذي ساقته ظروف قاهرة في البلدان التي عاش فيها إلى خيارات اضطرارية وامتهان حرف ممقوتة. فقد نقل اليهودي من سياقه الفرنسي لتبرير خياره في الهجرة إلى أرض فلسطين واستيطانها واضطر إلى احتراف الربا، مع أن الربا كان حرفة اليهودي منذ القدم. في إنكلترا في القرن الثاني عشر كان نصف المرابين فيها من اليهود. ولكن سارتر قارب المسألة اليهودية من موقع اليهودي المضطهد، ونفى أن تكون المسألة اليهودية يهودية الطابع، ولكنّها مسألة فرنسية، لأنّ المجتمع فشل عن سابق تصميم في استدماج اليهود.

لا يكفّ سارتر عن تحميل المجتمع المسيحي الأوروبي مسؤولية اللعنة الاقتصادية التي أصابت اليهود، فلم يكن بإمكانهم امتلاك الأرض، أو الخدمة في الجيش، فقد تاجروا بالمال، وهو المجال الذي لا يمكن للمسيحي الانخراط فيه، لأنّه مجال مدنّس بحسب العقيدة المسيحية (والإسلامية أيضاً). ولذلك، يذهب إلى أن المسيحيين هم الذين صنعوا اليهودي من خلال نبذه وإجباره على اختيار وظيفة نجح فيها منذ ذلك الحين. ويحمّل المجتمع مسؤولية جعل اليهودي مشكلة، وإجباره على خيارات، ضمن هذه المشكلة، وهو يختار حتى وجوده من خلالها.
ويمضي سارتر في تحميل المجتمع مسؤولية المشكلة اليهودية، لأن الاندماج في المجتمع هو جهد اجتماعي تماماً كما أن النبذ هو قرار اجتماعي، وعليه، وفي النتيجة، فإن اللعنة التي حلّت على اليهودي لعنة اجتماعية.

في نهاية المطاف، فإن سارتر يحمّل المجتمع مسؤولية ما أصاب اليهودي من مشاكل وإجباره على الاشتغال بالتجارة، وبدلاً من سؤال اليهودي عن هويته يجب أن يسأل المسيحي عمّا أحدثه من مشاكل لليهودي.

يذهب سارتر إلى أن معاداة السامية سمة البرجوازية، وهي سمة راسخة وموروثة جنباً إلى جنب المال والعقار. وهنا سارتر يفكر بعقل يهودي، لا فرنسي أو حتى إنساني، وينظر إلى اليهودي كقيمة عالمية ولكن كان ضحية جناية جماعية. ومع ذلك، فهو ينظر إلى معاداة السامية لا بكونها فكرة، بل كعاطفة جيّاشة وشغف، ويفترض دائماً أن ثمة من يتربّص باليهودي للنيل والكيد له، وأنّ أكثرهم اعتدالاً هو من يفصح عن مشاعره بهدوء إزاء اليهودي ولا يلعب دوراً عاماً وازناً.

يتوقف سارتر عند أزمة الهوية اليهودية، حيث يستعرض الخصائص التي يمكن أن تميّزها عن باقي الهويات، ربطاً بتميّز اليهودي عن باقي البشر، سواء بالعرق، أو الدين، أو القومية. ويزعم سارتر أن ثمة مجتمعاً دينياً وقومياً يسمى «إسرائيل» كان قائماً في الماضي البعيد، ويلمح في ذلك إلى فلسطين. ولكن تاريخ هذا المجتمع كان تاريخ انحلال على مدى خمسة عشر قرناً، حيث فقد سيادته مبكراً، ثم كان السبي البابلي والهيمنة الفارسية، وأخيراً الغزو الروماني. ويفترض سارتر أن فلسطين كانت وطن اليهود، ولكنّها بسبب لعنة الجغرافيا – إذ تقع على مفترق الطرق التجارية في العالم القديم – فإنها تعرّضت لسحق الإمبرطوريات الكبرى القديمة، الأمر الذي أفقدها القوة بشكل بطيء.

بدا سارتر مخادعاً بحياديته في قضية فلسطين، وبقي حتى حرب 1967 مراوغاً ويتفادى الإفصاح عن موقفه الداعم للصهيونية خشية خسارة جمهوره العربي

أدرك سارتر حقيقة أزمة هوية اليهودي، بين أن يكون عضواً في جماعة وطنية عابرة للأديان كأن يكون مواطناً في الأمة الفرنسية، وبين أن يكون يهودياً أي عضواً في جماعة دينية خاصة. ولحسم التناقض يدعو سارتر إلى التوفيق بين الانتماءَين وجعلهما متكاملين لكونهما مندكّين في الواقع اليهودي اليومي والمباشر. ومع ذلك، ذهب سارتر إلى أن اليهود في حال خُيّروا بين القدس وفرنسا، فستختار الغالبية العظمى من اليهود الفرنسيين البقاء في فرنسا، وأن عدداً صغيراً سوف يختار الذهاب إلى فلسطين. هذا لا يعني، بحسب رأيه، تخلي اليهود عن فلسطين، فهي سوف تمثل«نوعاً من القيمة المثالية، ورمزاً»، ويميل سارتر إلى منح المجتمع اليهودي الفرنسي وضعاً خاصاً.

زار سارتر مصر سنة 1967 وانتقل إلى فلسطين المحتلة وحصل على تكريم من جامعة أورشليم، وهناك تعرّف إلى مأساة الشعب الفلسطيني ونقل عنه: «أحس إحساساً عميقاً بمأساة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف بائسة… إنني أعتبر أن حق الفلسطينين القومي في العودة إلى البلد الذي كانوا يعيشون فيه لا تجوز مناقشته إطلاقاً…». ولكن ثمة ما تبدّل في موقف سارتر، بعد حرب يونيو 1967، حين أعلن تضامنه مع الكيان الإسرائيلي، وأحدث صدمة وسط مناصري مدرسته الوجودية، بل إن رمزيته وسط الثوّار الجزائريين تحوّلت إلى لعنة، فبعد أن كان صديقاً للثوّار، أصبح منبوذاً وقام طلاب جزائريون بإحراق كتبه وتكرّرت الظاهرة في العراق أيضاً، وبعد أن كان يتحدّث سارتر عن عار فرنسا في الجزائر تحوّل هو نفسه إلى عار وسط الجزائريين.

إنّ الصدمة التي أحدثها سارتر لرفاقه في النضال، وخصوصاً بعد توقيعه على بيان تأييد للكيان الإسرائيلي، دفعت جوزي فانون، أرملة المناضل فرانز فانون (التي وصفت توقيعه بأنه عمل خائن، كما فضحت الشخصية الحقيقية لليسار الفرنسي بأسره)، وفي مقالة افتتاحية غاضبة في صحيفة «المجاهد» الجزائرية الناطقة بالفرنسية (وكانت تغطي أخبار الثورة الجزائرية وتنطق بقضية جبهة التحرير الوطني) إلى إدانة، وبشدة، موقف اليساري الفرنسي العنصري المعادي للعرب. وكتبَت أن سارتر تحوّل من معسكر فانون إلى «المعسكر الآخر، معسكر القتلة، المعسكر الذي يقتل في فييتنام، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وأميركا اللاتينية». بل طلبت جوزي فانون من دار النشر التقدمية – ماسبيرو، إزالة مقدّمة سارتر الشهيرة لكتاب فانون «معذبو الأرض»، وامتثل مدير الدار فرانسوا ماسبيرو، المناهض للاستعمار، لطلبها في الطبعة التالية التي ظهرت من دون مقدّمة سارتر.

في الواقع، إن الغطاء الثوري الذي غمر فترة من حياة سارتر كان بمنزلة الغمامة التي سترت كثيراً من الحقائق والأسرار، وفي طليعتها تأييده للحركة الصهيونية وإنشاء دولة يهودية في فلسطين. فقد شارك في عامي 1947 و1948 مع المثقفين الفرنسيين من اليمين واليسار في تأييد إنشاء دولة يهودية في فلسطين، وأنّ من شأنها أن «تعطي الشرعية لآمال ونضالات اليهود في جميع أنحاء العالم».

وعليه، فإن تأييد الكيان الإسرائيلي لم يكن طارئاً في سيرة سارتر، بل يعود إلى بدايات تشكّله، وقد كتب رسالة في 25 شباط 1948 إلى «الرابطة الفرنسية من أجل فلسطين حرّة»، تشتمل على اتهام للحكومة البريطانية بتسليح حرب فلسطين وتشجيعها على قتل اليهود لتبرير بقاء بريطانيا في فلسطين. وقد انضم سارتر مع سيمون دي بوفوار إلى الرابطة التي أنشأها نشطاء الإرغون عام 1947 وضمّت كبار المشاهير في ذلك الوقت، مثل كلوديل وفيركور ورموند آرون وإيمانويل مونييه، ولويس جوفيه وإدغار فور. وقدّم شهادة لمصلحة أحد طلابه المتهم بحيازة متفجرات نيابة عن مجموعة شتيرن، حيث أعلن: «أنا أعتبر أن واجب غير اليهود هو مساعدة اليهود، والقضية الفلسطينية» (أي قضية يهود فلسطين).

بدا سارتر مخادعاً بحياديته في قضية فلسطين، وبقي حتى حرب 1967 مراوغاً ويتفادى الإفصاح عن موقفه الداعم للصهيونية خشية خسارة جمهوره العربي. حتى إنّه رفض التصريح عن موقفه من الصهيونية لصحيفة إخبارية عربية خشية الإضرار بموقفه الحيادي المخاتل، وطلب من أحد رفاقه، وهو فلابان أن يكتب إلى صحيفة «لوموند» أن «سارتر لم يعبّر عن رأيه حول الصهيونية التي يراها شأناً داخلياً للشعب اليهودي»، وتبرير سارتر كان أنّ مثل هذه الخطوة من شأنها أن تبقي العرب منخرطين في حركته.

صمته عن إفصاح موقفه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي طوال الخمسينيات وحتى الستينيات إلى وقت اندلاع حرب يونيو 1967، كان محمولاً على اصطفافه إلى جانب الثوار الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي، الذي وهبه شعبية ومقروئية عالية، وصارت كتبه واسعة الانتشار في العواصم العربية وتُرجمت أعماله وأصبحت متداولة وسط المثقفين العرب.
كان على سارتر أن يختار بين وعيه السياسي والأكاديمي وعاطفته الإثنو-دينية، وبدا حيادياً في البداية، فجمع بين موقفين متناقضين: إدانة الأوضاع المعيشية المزرية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون وفي الوقت نفسه تأييد إقامة دولة يهودية ذات سيادة. وهكذا، حين يكون في لحظة ما حاسمة كان على سارتر أن يختار فاختار عاطفته التي أطاحت التزامه الأخلاقي وقناعاته السياسية السابقة.

كتب المؤرّخ الفرنسي يوآف دي كابوا في كتابه «لا مخرج»، الصادر سنة 1970، عن زيارة سارتر للمنطقة سنة 1965، فكانت زيارة فاصلة في تحديد خياراته السياسية، وفيها تعرّف عن قرب إلى طبيعة الصراع الدائر في فلسطين المحتلة. وقبل أن يفصح عن رأيه بعد جولته الشرق أوسطية، كان يتطلع لأن يحصل على رأي طرفَي الصراع وأن يفرد مساحة وازنة له في مجلته «الأزمنة الحديثة» (Les Temps modernes) ولكنّ الطرفين امتنعا عن تلبية طلب سارتر، وقد تكون خدعة حيادية سارتر هي السبب في ذلك. ولكن بعد عامين قرّر سارتر، وبرفقة زميليه بوفوار ولانتسمان، زيارة القاهرة، وكان على سارتر أن يختار بين عالميته وموقفه السياسي المضمر، فكان اختباراً أخلاقياً فاصلاً، وفي قضية لا تحتمل المراوغة والحياد، ولن ينجو هذه المرة كما فعل في الزيارة السابقة، وهنا يكون سارتر أمام معتقده الفلسفي ونضاله السياسي السابق، وأنّ الغبش الذي رافق الزيارة الأولى قد زال في زيارته الثانية، إذ مكّنته من مشاهدة الحقائق على الأرض وبالعين المجرّدة. لا يبدو أن سارتر خرج من الامتحان منتصراً، فقد تخلى عن شعاراته في مقاومة الاحتلال والاستعمار وبدت صورة اليهودي المضطهد في الغرب غالبة وحاكمة على صورته كمحتل لأرض ومتورّط بارتكاب جرائم تطهير عرقي وإبادة جماعية، وكان عليه أن ينحاز إلى رواية ما.

وحقيقة الأمر، أن سارتر، كما هي قناعة كثير من قرّائه العرب، كان منذ البداية داعماً للحركة الصهيونية ولمشروع الدولة الإسرائيلية، وهذا ما نقله المفكر الفلسطيني إدوار سعيد عن دراسة الفيلسوف الفرنسي الصهيوني برنارد ليفي الذي كتب عن سارتر ما نصّه: «سجلّ سارتر في ما يتعلق بإسرائيل كان مثالياً: لم ينحرف أبداً وبقي داعماً كاملاً للدولة اليهودية».
ونقرأ في كتاب ليفي عن سيرة سارتر ما نصّه: «لم يضعف أبداً في دعمه المبدئي للدولة التي ظهرت إلى الوجود في السنوات التي تلت المحرقة». ذهب سارتر في دعمه غير المشروط للكيان الإسرائيلي، بحسب تعبير ليفي، إلى حد الدفاع عنه في المحافل الدولية، ووقّع في عام 1974 مع آرون ويونسكو وآخرين احتجاجاً ساخطاً ضد مواقف «اليونسكو» المناهضة للصهيونية! وأخرى، في العام التالي، مع فرانسوا ميتران، وبيير مينديز فرانس، وأندريه مالرو، ضد قرار الأمم المتحدة بتصنيف الصهيونية كحركة عنصرية. وذهب سارتر بعد عامين إلى السفارة الإسرائيلية في باريس لتلقي واحدٍ من الأوسمة القليلة جداً التي قبلها على الإطلاق، والذي مُنح له على وجه التحديد بسبب صداقته لإسرائيل وكفاحه المستمر ضد معاداة السامية. كما شارك مع آخرين في التوقيع على عريضة نُشرت في صحيفة «لوموند» الفرنسية في تأييد الصهيونية.

تنبّه سارتر، وإن متأخراً، إلى أن انحيازه التام إلى الكيان الصهيوني مكلف جداً، وسوف يدفع ثمنه من مصداقيته وشعبيته، وقرّر إعادة ضبط مواقفه، والانتصار للحرية، نسبياً على الأقل، ولذلك لم يعارض نضال الفلسطينيين بالمطلق، ولكنه في عملية ميونيخ في عام 1972، استنكر قتل الرياضيين الإسرائيليين ولم يعارض أصل العملية. كما أدان استخدام إسرائيل قنابل النابالم المحرّمة دولياً واصفاً إيّاها بـ«العمل الإجرامي»، بل ووصف الجنرال موشيه ديان بمجرم حرب لاستخدامه هذه القنابل. ومع ذلك، لم يقطع سارتر صلاته بالكيان الصهيوني، وفي عام 1976، وبعد أن رفض جائزة نوبل للسلام، قبل شهادة الدكتوراه الفخرية في الفلسفة من الجامعة العبرية في القدس. ويفسّر إيلي بن غال، طالب سارتر السابق ومرشده السياحي في إسرائيل، ذلك بالقول: «لقد كان سارتر مؤيّداً جداً لإسرائيل وأيضاً مؤيداً جداً للفلسطينيين». هذا التناقض يلخّص سيرة سارتر السياسية والتي عكست نفسها على أيديولوجيته الوجودية.

*قيادي في “لقاء” المعارضة في الجزيرة العربية

المصدر: صحيفة “الأخبار” اللبنانية

رابط الجزء الأول من مقالفلاسفة الغرب وفلسطينهنا