السعودية / نبأ – قالت صحيفة "المونيتور" الأمريكية أن المملكة تستعد بهدوء لاحتمالية عقد الاتفاق النووي الدولي مع إيران.
وإعتبرت الصحيفة أن نهج الملك سلمان يعتمد على تجنب المشهد العام لخطاب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس (حيث إنّ السعوديين لا يريدون أي ارتباط مع إسرائيل بالظاهر)، وبدلا من ذلك يركز على التحالفات الإقليمية لاحتواء إيران الناشئة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية لا تزال تشكك بشدة تجاه قبول واشنطن باتفاق نووي سيئ مع إيران، رغم تأكيدات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في الرياض الأسبوع الماضي على عكس ذلك، وأن الصفقة لن تكون تدشينا لتقارب كبير بين واشنطن وطهران، مشيرةً إلى أنّ السعودية ليس لديها مصلحة في أن تكون معزولة ضمن أقلية معارضة مع نتنياهو ضد صفقة مدعومة بأغلبية عالمية.
وإعتبرت "المونيتور" أنّ العائلة المالكة ناقمة على إسرائيل، كما يعتبر معظم السعوديين نتنياهو مجرم حرب. لذا فإن أي تلميح بوجود اهتمام مشترك مع إسرائيل هو أمر غير مستساغ في المملكة.
ورأت الصحيفة أنّ النهج السعودي يقوم على تعزيز التحالفات الإقليمية من أجل مواجهة طويلة الأمد مع طهران، موضحةً أن سلمان يضغط على أبوظبي والمنامة للتمسك بوحدة دول مجلس التعاون الخليجي وعدم مساعدة "التخريب الإيراني" على حد تعبيرها.
وترى الصحيفة أن اليمن ساحة المعركة الرئيسة لدول مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى أن المجلس يسعى لدعم البقايا الممزقة من نظام عبد ربه منصور هادي في جنوب اليمن، معتبرةً أنّ نجاح إيران في تحقيق الهدف الرئيس في اليمن أكّده تدشين أول الرحلات الجوية بين صنعاء وطهران الشهر الماضي، وإعتبرت أن السعوديون في موقف الدفاع في اليمن.
وفيما يتعلق بالشريط العربي الرئيس للرياض مصر، قالت "المونيتور" أنّ القاهرة مشغولة جدا بسبب تهديد الإرهاب الداخلي من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتفكك ليبيا، مما لن يجعلها مفيدة جدا في مواجهة المكائد الإيرانية في أي مكان آخر.
أما فيما يتعلق بالعراق، أشارت الصحيفة إلى أنّ بغداد _الشريك العربي المفقود منذ زمن طويل_ تخضع لـ “تحالف غير مقدس” اليوم بين الولايات المتحدة وإيران (على حد تعبيرها).
ورأت الصحيفة أن سوريا في يد إيران أيضاً، ولكن الرياض لا تزال تأمل في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وفي هذا السياق إعتبرت الصحيفة أنّ السعوديون يقومون بضخ المال إلى الجيش اللبناني، باعتباره كابح جماح محتمل لحزب الله، جنبا إلى جنب مع الفرنسيين، لافتةً إلى أنّ الملك سلمان إلتقى مؤخرا مع العاهل الأردني الملك عبد الله، للتنسيق مع عمان بشأن سوريا، كما التقى مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضا.
وإعتبرت "المونيتور" أنّ الحليف الأكثر أهمية للرياض هو باكستان، الدولة المسلمة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية، وذكّرت الصحيفة أنّ السعودية قامت بعرض للصواريخ البالستية الصينية الصنع التي يملكونها والتي يمكنها أن تصل إلى طهران، علناً خلال عرض عسكري حضره رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال راهول شريف، وهو الرجل الذي يسيطر على الترسانة النووية الباكستانية، التي تعد أسرع ترسانة نووية نموا في العالم، والتي ساعد السعوديون في تطويرها بالمال منذ سبعينيات القرن الماضي. وقد كانت تلك إشارة محسوبة جدا.
يذكر أن سلمان قد استدعى رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، إلى الرياض في أواخر شهر فبراير الماضي. وارتبطت تلك الدعوة غير العادية والعاجلة في الصحف الباكستانية بـ “التعاون الاستراتيجي” ضد إيران، ومن جانبه كان سلمان قد زار إسلام آباد قبل عام حينما كان وليًا للعهد، وقدم لشريف منحة بمقدار 1.5 مليار دولار لإعادة التأكيد على الاتفاق الاستراتيجي بين السعودية وباكستان.
وترى الصحيفة أنّ الملك سلمان قد سعى لأخذ تأكيدات من شريف أنه إذا ما أنتجت المفاوضات مع إيران إما صفقة سيئة أو لا صفقة، فإن باكستان سيكون لديها التزام طويل الأمد بتحقيق الأمن السعودي، ومن المفهوم في الرياض وإسلام آباد أن ذلك يشمل البعد النووي.
وإختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أن السعوديين لم يفقدوا مع ذلك الأمل في أوباما. فالولايات المتحدة ما تزال تعتبر أقدم حلفائهم. لكنّ السعوديين يفضلون نهجا أكثر دهاء.