بحث نتنياهو عن نصر مطلق يضعه أمام مأزق استراتيجي

نبأ – اجتياح رفح، خطوة إسرائيلية للهروب باتجاه هزائم أكبر.

***

الضربات القاسية التي تلقاها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكيانه منذ السابع من أكتوبر عسكريا وسياسيا، إضافة إلى فقدانه مصداقيته أمام جمهوره والعالم ضاعفت عليه صعوبة النزول عن الشجرة.
فمن ملف الأسرى الذي عرضه لانتقادات كبيرة من الداخل ودفع بالمستوطنين إلى المطالبة بإقالته، إلى محاصرة كيانه من مختلف الجهات عبر فتح جبهات المقاومة المساندة لغزة وما ينبثق عنها من عمليات عسكرية تكبد الاحتلال خسائر فادحة في العتاد والعتيد، ناهيك عن جبهة البحر الأحمر التي تمكن عبرها اليمن من فرض حصار مطبق على الكيان، كلها دفعت بحكومة الاحتلال لمواصلة البحث عما يظهره منتصرا في ظل عجزه تحقيق القضاء المزعوم على حماس.
وما استمرار استهداف المقاومة لمستوطنات غلاف غزة من جهة، والعمليات النوعية كعملية كرم أبو سالم يوم الأحد في 5 مايو وقبلها عملية مماثلة على مستوطنة حوليت القريبة، إلا رسالة قوية من المقاومة وتحديدا في رفح بأنها على جهوزية تامة لصد أي هجوم جنوبي القطاع.
من هنا، إعلان الاحتلال بدء عملية واسعة على رفح بالتزامن مع حماوة المفاوضات التي انتهت دون التوصل إلى اتفاق، على أن المباحثات لا تزال مستمرة في قطر التي يزورها رئيس الاستخبارات الأميركية.
وعلى نار المشاورات الجارية يحاول نتنياهو الباحث عن نصر مطلق ومن ورائه واشنطن تحقيق مكاسب سياسية قدر المستطاع غير آبهين بالأرواح التي تزهق والإبادة التي تمارس بحق غزة، سعيا لإنجاز ما يخططان له بأدوات عربية في الشرق الأوسط.