أخبار عاجلة

الناشط السريح لـ”عكاظ” من داخل سجن المباحث : ″المطالبة بالتغيير طريق لن أتراجع عنه″

السعودية / نبأ – أجرت صحيفة "عكاظ" حوار مع معتقلي الحراك الحقوقي بالمنطقة الشرقية و كان هذا الحديث المهم لأحد المعتقلين الذين لا زالوا مصرين على تغيير الوضع العام و تحقيق العدالة و السعي لحفظ كرامة المواطن عبر إحترام الدولة لحقوق الإنسان المكفولة ضمن العهد الدولي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة.

يقول المحرر: 
سألت أحد المتهمين و إسمه (س ع): «ما سر دخولك السجن، وهل ندمت على ما فعلت وجعلك خلف هذه القضبان؟». 

فقال لي: «ما زلت على موقفي تجاه الدولة، لن أتراجع مطلقا وأرفض المناصحة، فقناعتي أني على حق وأني لم أرتكب أي خطأ ولو سمح لي بالخروج لرجعت للشارع ومضيت في نفس الطريق الذي كنت عليه من المطالبة بالتغيير».

هنا قاطعته وقلت له: «في بعض خطاباتك كنت تتكلم باسم الوطن والمواطنين، من منحك الوصاية في ذلك والتفويض بالحديث بهذا التعميم؟». 

صمت قليلا ثم نظر لي وقال: «أنا أمثل الجميع وأطالب بصوت عال، البعض يخاف وأنا لا أخاف أحدا وسأظل كذلك». 

قلت له: «لكنك لا تزال شابا في مقتبل العمر وأخشى أنك أعرت سمعك وعقلك لغيرك، حاول أن تعود للرشد ولا تكابر في أمور قد لا تؤدي لمصلحة عامة ولا خاصة». 

رد علي: «بل سأمضي في طريقي، لا أنتظر منك توجيها ولا رشدا، أنا أعرف كيف أتدبر أمري». فقلت: «دعني أسألك عن معنى ناشط حقوقي، الذي رأيت أنه يلاحقك في مواقع التواصل الاجتماعي، من منحك هذا اللقب؟». رد: «لأني أطالب بالحقوق العامة والخاصة، وسأظل كذلك حتى بعد مغادرتي السجن».

قلت له: «سمعت بعض خطاباتك في الشوارع وكنت تطالب بمطالب عالية وتتحدث بلغة الجميع، وتنادي بالتغيير الكامل ولكنك كنت تتحدث بلغة غير سليمة وهذا مؤشر أن خطابك أعد من قبل غرباء يمتلكون أجندة خفية ومشروعا كبيرا وما أنت سوى ناقل، كيف تعلق؟». 

قال: «ليس صحيحا بل هذا ما يحاول الإعلام ترويجه وأنتم منهم؟». 

فقلت له: «لكني أعلم أنك على علاقة وثيقة مع أحد أبرز رموز الفتنة وظهرت لك مقاطع وصور وهو يكرمك على أنك بطل وناشط. أتمنى عدم المكابرة ودعنا نتحدث بلغة واعية وعاقلة». 

قال: «لا أريد الخوض في هذا الأمر الذي تقوله».

قلت له: «دعني أسألك عن مستوى الخدمات المقدمة في السجن، هل تعاني نقصا فيها وتمييزا بين السجناء؟». 

قال فورا: «ليس هذا ما يرضينا، الذي نبحث عنه خلاف ذلك ونريد تغييرا كبيرا». 

تبسمت له وقلت: «ما ملامح التغيير الذي تنادي به؟». 

فأجاب: "لن تفهمني لأنك لا تريد أن تفهم، سأظل أنادي بكل ما أنا مقتنع به".