السعودية / نبأ – قال جون سفاكياناكيس، المدير الإقليمي لمنطقة الخليج في مجموعة أشمور الاستثمارية إن دول الخليج بدأت تشعر بالفعل بتأثير تراجع أسعار النفط عليها، ولكنها هذه المرة محصنة مع وجود احتياطيات كبيرة لديها، واستبعد تماما وجود أسباب سياسية لرفض السعودية تغيير سياستها النفطية، ورجح أن تقوم المملكة بالسحب من الاحتياط والاقتراض لتلبية حاجياتها.
وحول مدى شعور السعودية عموما ودول الخليج خصوصا بأزمة تراجع أسعار النفط قال سفاكياناكيس: “هم يشعرون بذلك بالفعل، فقد تراجعت الأسعار من مائة دولار إلى 60 دولارا فقط، وبالتالي هم يشعرون بالتأثير على مستوى خسارة عوائد النفط، ولكنهم هذه المرة يمتلكون مظلة حماية ضد مخاطر تراجع الأسعار.”
وأوضح سفاكياناكيس، في مقابلة مع CNN بالعربية على هامش “منتدى بوابة الاستثمار الإسلامي” في البحرين طبيعة تلك المظلة بالقول: “السعودية لديها احتياطيات تعادل كامل ناتجها المحلي بالعملات الصعبة، وهذا يجعل من السعودية والكويت والإمارات بوضع جيد وقادرة على حماية نفسها تجاه الأسعار.”
وأبدى سفاكياناكيس تفاؤله بمدى امتلاك دول الخليج القدرة خلال السنوات المقبلة على مواصلة تمويل المشاريع الكبرى في البنية التحتية التي تعتزم القيام بها في ظل الأسعار الحالية للنفط قائلا: “أنا أميل لأن أكون متفائلا جدا حيال أسعار النفط، فأنا أظن أنها ستعود لترتفع إلى حاجز 80 و90 دولار خلال عامي 2016 و2017، وستتبدد الكثير من المخاوف المطروحة اليوم، ولذلك أتوقع أن تتمكن تلك الدول من جميع التمويلات الضرورية لهذه المشاريع من الأسواق الداخلية والخارجية وبوسائل التمويل التقليدية أو الإسلامية.”
وحول وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى السلطة في ظروف دقيقة إقليما تضطر معها السعودية لتمويل اقتصادها وكذلك دعم دول أخرى قال سفاكياناكيس، الذي عمل لفترة مستشارا اقتصاديا للحكومة السعودية: “الملك سلمان شخصية تمتلك رؤيا وهو يعرف المنطقة جيدا ويدرك التحديات القائمة.”
وتابع بالقول: “المملكة في وضع ممتاز يؤهلها للتعامل مع التهديدات الموجودة على ضوء معرفتها الواسعة بقضايا الأمن والدفاع، وعلينا أن نتذكر بأن المملكة تمكنت في الفترة السابقة مع التماسك والمحافظة على وحدتها والدفاع عن نفسها بوجه التحديات السياسية والإقليمية. السعودية ستواصل دعم مصر وكذلك دعم سائر الدول العربية الشقيقة لها ومساعدتها على حماية نفسها لأنها تدرك أن ذلك يصب في صالح أمن المنطقة.”
ونفى سفاكياناكيس وجود قرار سياسي خلف رفض السعودية للحد من المعروض بسوق النفط قائلا: ” البعض يريد أن يشرح السياسة السعودية حيال النفط من وجهة نظره عبر القول بأن الرياض تريد ضرب روسيا وإيران كي تغير روسيا موقفها من سوريا وإيران، ولكنني لا أظن أن الدول تغيير سياساتها بهذه الطريقة.“
وأوضح قائلا: “السبب الحقيقي الذي يدفع السعودية للقيام بذلك هو رغبتها بالحفاظ على حصصها السوقية، وقد رأينا أدلة على صحة هذا التوجه، فالسعودية لا تريد أن تكون الجهة التي تنسحب من السوق، بل هي تتطلع للحفاظ على حصصها، خاصة في آسيا، ومع المشاكل التي باتت تعانيها بعض الدول الأخرى المنتجة للنفط فإن الأشهر المقبلة ستشهد بداية عودة المكاسب لأسعار النفط، وستكون السعودية الطرف الرابح في نهاية المطاف.”
وحول ما إذا كانت السعودية ستصدر صكوكا إسلامية في الفترة المقبلة قال سفاكياناكيس: “أظن أن السعودية ستقترض وكذلك ستستخدم ما لديها في الاحتياط من أجل دعم الإنفاق على الاقتصاد إذا استمر سعر برميل النفط عند مستوى 60 دولار، في حين أن الإنفاق في الميزانية يفترض أن السعر هو 95 دولارا للبرميل خلال 2015.”
وختم بالقول: “لكننا في وضع جديد جدا لأن السعودية لديها أدنى مستوى من الديون مقارنة بالناتج القومي على مستوى العالم، وهي قادرة بالتالي على صيانة مكانتها لفترة طويلة ولديها الكثير من الاحتياطيات، ولذلك فهي ستستغل تلك الاحتياطيات وكذلك أدوات الدين من أجل مساعدة اقتصادها بحال استمرار تراجع أسعار النفط.”