السعودية / نبأ – أكدت السفارة الأميركية في السعودية في موقعها على شبكة الإنترنت، أن معلومات تقول إنه ابتداء من مطلع مارس/آذار الجاري، إن أشخاصا يرتبطون بمنظمة إرهابية قد يقومون بهجمات أو عمليات خطف تستهدف عمال نفط غربيين، قد يكون من بينهم مواطنون أميركيون يعملون في شركات النفط في المنطقة الشرقية.
غير أن البيان، الذي نقلته وكالة «فرانس برس»، لم يكشف عن مصدر هذه الأخطار والتهديدات التي تحدق بعمال النفط الغربيين في السعودية، مكتفيا بالقول إنه «لا تتوافر حاليا تفاصيل عن الهجمات المتوقعة».
من جهتها علّقت السفارة الأميركية في السعودية، خدماتها، منذ أمس الأحد ولمدة يومين، بسبب مخاوف أمنية، وبعد تحذيرها من خطر تعرض عمال النفط الغربيين لهجمات أو عمليات خطف من قبل جماعات «إرهابية» في المملكة.
وأوضحت السفارة، في بيان على موقعها الإلكتروني، أول أمس السبت، أن «كل الخدمات في الرياض وفي القنصليتين الأميركيتين في جدة والظهران، معلقة يومي الأحد والإثنين».
ودعت الرعايا الأميركيين إلى اتخاذ إجراءات وقائية إضافية، والتزام الحذر في حال وجدوا في أماكن عامة، حيث إن كل المواطنين الأميركيين مدعوون إلى التزام الحذر، واتخاذ إجراءات وقائية إضافية خلال تنقلهم في البلاد.
ولفتت السفارة في بيانها إلى دعوة وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين إلى التنبه بدقة إلى مخاطر التنقل في السعودية، والحد من سفرهم داخل البلاد.
وفي هذا السياق، إعتبرت أوساط سياسية أن ما أقدمت عليه السفارة الامريكية أخيرا يعتبر إهانة موجهة للاجهزة الامنية السعودية.
وقالت تلك الاوساط أن الامر باغلأق السفارة لظروف أمنية معينة يجب أن تحددها الأجهزة الأمنية للدولة المضيفة وليست الولايات المتحدة.
وأضافت: أنه وحتى لو صحت المعلومات الأمنية التي تدعي الولايات المتحدة قد وصلتها فانه يجب عليها إبلاغ الرياض بتفاصيلها وعلى أثر ذلك تقوم الاخيرة بتقييم الأمر والتحقق من صحة المعلومات ومراقبة الأوضاع الأمنية حول السافارة الامريكية من أجل الحؤول دون تنفيد التهديد المدعى والامساك بمصدر التهديد.
وتسآل أحد الاعلاميين متهكما: هل يضر الولايات المتحدة الإمساك بالمجرم إذا وجد والذي ومن خلال تصرف وزارة الخارجية الامريكية جعلته يتخذ الحذر في تصرفاته ويغير اساليبه عندما ادعت انها قامت بكشفه؟
وتسأل آخرون: هل وصل الأمر بالجهاز الأمني السعودي أن لا تثق فيه الولايات المتحدة التي جمعت منه مئات المليارات الريالات من خلال تدريبه والاشراف عليه والتعاون معه في مجمل القضايا التي تمس المنطقة؟ وأين هي نتائج تلك المليارات التي صرفت تحت مسمى الأمن بحيث أن دولة أخرى تدعي كشف محاولات لتنفيد إعتداءات في بلدنا بينما يقف الجهاز الامني الوطني صامتاً من غير تأكيد أو نفي أو حتى تعليق على إدعاءات الآخر.
وقال عميل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «CIA» وجود خطر حقيقي فرض تعليق الولايات المتحدة العمل القنصلي في بعثاتها الدبلوماسية بالسعودية الأحد والإثنين، مرجحا أن يكون ذلك على صلة بالدعوات التي أطلقها تنظيم الدولة الإسلامية لاستهداف الأمريكيين، مضيفا أن الحرب بالعراق تؤثر كثيرا على أجواء «التيار المتشدد» بالمملكة.
وقال «بوب باير»، العميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ردا على سؤال من «CNN» حول تحذير واشنطن لرعاياها بالسعودية من مخاطر أمنية وتعليق العمل بالسفارة في الرياض وقنصليتي جدة والظهران: «هناك خطر جدي فالحرب في العراق لديها تأثير حقيقي على أجواء التيار المتشدد في السعودية، والذي يتهم أمريكا بالانحياز إلى إيران في هذه المعركة.
وتابع «باير»: «حقيقة إمكانية حصول هذا الأمر بالسعودية ليست مستغربة، لأنه قد حصلت وقائع خلال السنوات الماضية بالمملكة تعرض خلالها عدد من الأمريكيين للاستهداف.”
وعن دور أجهزة الأمن السعودية رد «باير» قائلا: «المخابرات السعودية قوية للغاية وهي واعية تجاه هذه الأخطار، ولكنها بالطبع ليست قادرة على اكتشاف جميع الخلايا المتشددة أو المنفذين المنفردين الذين قد يشنون هجمات بمفردهم على أهداف أمريكية كما يحصل في الغرب.
وحول الجهة التي قد تشكل مصدرا لتهديد المصالح الأمريكية بالسعودية قال «باير»: «من المؤكد بأن خطرا من هذا النوع ضد أهداف أمريكية بالسعودية سيكون مصدره الدعاية الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي يحرض على مهاجمة المواطنين الأمريكيين حول العالم، أما تنظيم القاعدة فيبدو وكأنه بات ملحقا بالكامل بهذا التنظيم».
وختم بالقول: «الزعيم الروحي لتنظيم الدولة الإسلامية دعا إلى مهاجمة الأمريكيين، وهناك في السعودية من سيستمع لهذه الأوامر ويحاول التنفيذ».