المملكةُ لا تزال تمدّ يدَ الفتنةِ إلى الكويتِ.
أربعٌ من السّنوات، لم تُقنِع الرّياض بأنّ تدخّلها في البحرين كان خطيئةً كبيرةً استجلبَ عليها الغضبَ من كلّ الجهاتِ، وهي لا تزال تُعاني من ويلاتِ هذا التدخُّل الذي كان أوْجَ الثورةِ المضادة التي قادتها المملكةُ ضدّ ثورات الرّبيع العربيّ.
رغم ذلك، فإنّ الرّياض التي تتجرّعُ حصادَ سياساتها المرّة؛ تصرّ على أن تمدّ أرجلَها وأيديها إلى أكثر من بلدٍ عربيّ وخليجيّ.. رغم يافطة “رفض التدخّل في الشؤون الداخلية” التي تروح الرياض وتغدو بها..
وها هي الكويت تُعاني من جديدٍ جرّاء التدخّل السعودي الذي يُريد أن يخلط الأوراق، ويدفع بالبلادِ إلى أتون الملاحقات والاعتقالات، وتحت ذريعة الإساءةِ إلى السعوديّة.
في السّياق نفسه.. فإن دولَ الخليج دُفعِت، ومثل تحالفاتِ القبائل، لكي تشارك في حفلةِ التنديد بتصريحات وزيرة الخارجيّة السويديّة، وكأن أنظمة الخليج أحسّت بأنها معنيّةٌ حينما قالت الوزيرةُ بأنّ السعوديّة تتصرّف وكأنها من القرون الوسطى، وأنّ نظامها ديكتاتوريّ… اندفاعةُ دول الخليج، التحاقاً بالغضبةِ السعوديّة، هي اندفاعةُ النّصرةِ للظالم على المظلوم.. ومن أجْل قطْع الطّريق على الأصواتِ الحرّة التي بدأت تعلو وهي تكشفُ الغطاءَ عن الفظائع الجارية داخل أنظمة النفطِ والغاز… وبدون استثناء..