على عكس ما يبثُّه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منِ انتصاراتٍ وهمية، يَبْرز إقرار عسكري إسرائيلي بالهزيمة في قطاع غزة.
ففي رسالة جديدة من ضباط إسرائيليون إلى رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، عبّروا عن دهشتِهم إزاء تصريحات متكرِّرة من رُتَب عسكرية رفيعة المستوى زعمت أنّ “النصر قريب”. وقال الضباط لـ “القناة 14” الإسرائيلية: “نحنُ الذين أتَيْنا من الميدان نعلم جيّداً أنّ الوضع لا يزال بعيداً عن النصر”، مُشيرين إلى قدرات” المقاومة الفلسطينية التي وصفوها بـ”العابرة للحُدود” من خلال “مسيّرات وبُنية تحتية ضخمة للأنفاق”.
وفي سياق مُنفصل، يَظْهَر نتنياهو غير مُهتمّ بالمُحتجَزِين الإسرائيليين، ولا بالشمال المُقفر والمهجور، نائياً بنفسه عن أي مسؤولية بعد فشله في إدارة الحرب. هذا ما أكده مقال للمحلِّل العسكري في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية نحميا شترسلر، يوم 6 آب/أغسطس 2024، اعتبر فيه أنّ “نتنياهو جيّد بالتهديدات فحسب، فهو يتحدّث مثل الأسد ويتصرّف مثل الأرنب”.
وما دَحْضٌ الضباط لادّعاءات رئيس حكومتهم المزعومة إلّا دليل على التَّآكُل الداخلي والانقسام الحاد الذي يُكابده الاحتلال، وسط ضياعٍ وتشتُّت على أراضٍ تلفظهم يوماً بعد يوم.