عندما هاجم صدام حسين ايران سنة 1980 واحتل جيشه العديد من المدن الايرانية وارتكب اكبرالجرائم بحق الايرانيين من قتل وتدمير، لم تعترض على جرائمه الدول العربية ، بل ان الدول العربية المجاورة للعراق بما فيها الكويت والسعودية صفقت وهللت له لعدوانه على ايران ، ومدته بالمال والسلاح حتى يقوم نيابة عنها باسقاط نظام الجمهورية الاسلامية ، ولكن الكويت والسعودية اللتان دعمتا صدام كانتا اول الدول التي تحملت أذي وشرور صدام ، فقد اطلق صدام الصواريخ على السعودية واحتل الكويت وجعل امير الكويت وحاشيته يهربون الى السعودية ويلجأون اليها خوفا من جيش صدام وقد ارتكب صدام جرائم بحق الكويتيين من قتل لشعبها وتدمير لمؤسساتها ونهب كل ما وجده الجنود العراقيون في طريقهم ونقلوه الى العراق.
واليوم ، يعيد التاريخ نفسه ، فقد صفق وهلل السعوديون والاردنيون والكويتيون لهجمات داعش على سوريا والعراق ، ومدوه بالمال والسلاح والرجال نكاية بالرئيس السوري بشار الاسد وبرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، ولم يدركوا بان هذا التنظيم يريد اقامة دولته على الاراضي العربية في سوريا والعراق والدول العربية المجاورة. فقد وزع داعش خريطة دولته التي شملت اضافة الى العراق وسوريا ، الكويت والاردن وفلسطين ولبنان. وسوف لن يستثني داعش السعودية التي تعتبر اكبر دولة عربية منتجة للنفط وداعش تريد ابار النفط السعودية من اجل تمويل مصروفات دولة الخلافة بقيادة الخليفة الجديد ابو بكر البغدادي .
فداعش على أبواب الاردن، اذ ان قوات داعش سيطرت على الرطبة التي تبعد 112 كيلومترا عن الحدود السعودية والاردنية وواصلت تقدمها في اتجاه معبر طريبيل على الحدود مع الاردن .
فالاردن سيكون الهدف القادم لداعش ، ولا تنفع الوساطات التي تقوم بها العشائر العراقية لدى داعش كما ذكرت وسائل الاعلام لاستثناء الاردن من غزوه ولكن المسؤولين الاردنيين خائفون من غزوة داعش واجتياحها للاراضي الاردنية خاصة وان هناك خلايا نائمة لداعش في الاردن وان هناك من الاردنيين من صفق وهلل لقدوم داعش الى بلده وتخليصه من حكم الملك عبد الله . الكل يعلم بان الاردن كان نقطة العبور للسلفيين باتجاه سوريا للمشاركة في الحرب ضد الحكومة السورية وان الاردن استفاد من الاموال المخصصة لدعم المعارضة السورية وقام بالتدريب وتجهيز المعارضين وارسالهم عن طريق الحدود الى سوريا .
والسعودية ستكون الهدف التالي لتنظيم داعش بعد الاردن اذ ان الداعشيين هم تلامذة المدرسة الوهابية السلفية التي تؤمن بالخلافة الاسلامية وها هي الدولة الاسلامية اعلنت على الملا وتم مبايعة ابو بكر البغدادي " خليفة للمسلمين وبالبيعة لامير المؤمنين سوف يكون هناك امير المؤمنين واحد فقط ، ولن يقبل هذه الامير بامراء وملوك اخرين في البلدان العربية وخاصة في الجزيرة العربية.
وقد أعلن المتحدث باسم داعش أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي حمل عنوان "هذا وعد الله"، أن "الدولة الإسلامية" باتت تمتلك كل مقومات "الخلافة، والتي يأثم المسلمون بعدم قيامهم بها، وأنه لا يوجد مانع أو عذر شرعي لدى الدولة يرفع عنها الإثم في حال تأخرها أو عدم قيامها بالخلافة، وبناءً عليه قررت الدولة الإسلامية، ممثلة بأهل الحل والعقد فيها من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى إعلان قيام الخلافة الإسلامية، وتنصيب خليفة للمسلمين ومبايعة الشيخ أبي بكر البغدادي، ".
وأكد العدناني أن "البغدادي قبل البيعة ليصبح بذلك خليفة للمسلمين في كل مكان" وعليه يلغى "العراق والشام" من اسم الدولة في التداولات والمعاملات الرسمية، ويقتصر على اسم "الدولة الإسلامية" ابتداء من صدور هذا البيان.
وبحسب العدناني يأتي إعلان "الخلافة" بعد أن قامت "الدولة الإسلامية" بفرض جميع الواجبات "الشرعية"، مثل تأسيس "المحاكم الشرعية" وإقامة الحدود وفرض الجزية وغيرها، بحيث لم يبق إلا "واجب واحد… أمل يرفرف له قلب كل مجاهد موحد، ألا وهو الخلافة واجب العصر المضيع وإعلان "الخلافة" يعني أنه أصبح من واجب كل مسلم أن يبادر إلى مبايعة .
اذا على شيوخ الوهابية السلفية في السعودية حسب بيان ابو محمد العدناني ، ان يبادروا الى بيعة البغدادي وان شرعية جميع الامارات الاخري ستكون باطلة عدا خليفة المسلمين الجديد.
داعش على ابواب السعودية ، والزعماء السعوديون خائفون من الغزو الداعشي لبلادهم ونزع الحكم من أيديهم، ويبدو ان الحكومة السعودية اتخذت التدابير والاجراءات الضرورية لصد قوات داعش عند الاقتراب من الحدود السعودية وقد أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز الاوامر للتصدي لقوات داعش بكل قوة للحفاظ على حدود مملكته . ولكن السؤال الذي يطرح هو هل ان القوات السعودية قادرة على الصمود بوجه قوات داعش ام انها ستضع اسلحتها وتهرب باتجاه البحركما فعل قادة الجيش العراقي ولجأوا الى كردستان العراق .؟
اما الكويت فإنها ستكون الهدف الاخر لتنظيم داعش ، وقد اتخذ الكويتيون كما ذكرت وسائل اعلامهم الخطوات اللازمة للوقوف في وجه داعش ، وقد خرج العديد من الكويتيين من الكويت خوفا وهربا من هجوم داعش واجتياحها للاراضي الكويتية ، ولكن هناك جماعات وهابية سلفية ترحب بقدوم داعش الى الكويت وانها تنتظر اليوم الذي يدخل فيه الداعشيون الكويت ويقلبوا الاوضاع ويسقطوا النظام الحالي بمساعدة السلفيين الذين قدموا ويقدمون ملايين الدولارات الى الجماعات الارهابية التي تقاتل في سوريا والعراق وتغض الحكومة الكويتية النظر عنها.
وها هم اعضاء سابقين في البرلمان الكويتي من الوهابيين السلفيين المؤيدين للاتجاهات المتطرفة يؤسسون " اللجنة الكويتية لمساندة الشعب العراقي " مؤكدين على ان اجتياح داعش للعراق يعتبر ثورة ضد حكومة المالكي ويطالبون الشعب الكويتي ان يساند الحق العراقي.
هل خطوة الطبطبائي والحربش والجميعان والداهوم في دعم داعش واخواتها مقدمة لجر داعش الى الكويت على اعتبار ان هؤلاء الذين يمثلون الاتجاه الوهابي السلفي سيمدون لداعش يد التعاون وسيرحبون بها ويتعاونون معها لقلب نظام الحكم وهم الذين عملوا في السابق لقلب نظام الحكم واسقاط حكومة ال الصباح .
لا نعرف ما اذا كان تنظيم داعش سوف يأخذ مساندة وليد الطبطبائي وجماعته بعين الاعتبار أم انه سوف يأمر بقطع رؤوس هؤلاء الانتهازيين اذا ما اجتاح الكويت على اعتبار انهم من المشاركين في حكم الكويت سابقا؟ .
بقلم: شاكر كسرائي
المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها