لطالما غذَّت الولايات المتحدة الحروب حول العالم، وعزّزَت سياساتها كل صراع وفوضى، مُعَطِّلةً مشاريع الاستقرار في مختلف البلدان، ومُقَدِّمةً مصالحها فوق كُل اعتبار. ومع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم تنفكّ عن دعم تل أبيب ومَدّها بالعتاد العسكري.
يؤكد أَجْدَدُ تصريح لجيش الاحتلال، يوم 26 آب/أغسطس 2024، استلام أكثر من 50 ألف طن منَ الأسلحة والصواريخ والمعدات العسكرية من واشنطن، منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، عبر 500 رحلة جويّة و107 شحناتٍ بحرية، يُضاف إلى ذلك موافقة الكونغرس على مساعدات إضافية للاحتلال بلغت 14 مليار دولار، في سبيل تحقيق المزاعم المشترَكة: القضاء على المقاومة، ما أسفر، فعلياً، عن ارتقاء أكثر من 40 ألف شهيد وإصابة أكثر مِن 93 ألف فلسطيني.
تحت حُجّة “مكافحة الإرهاب”، كانت أطوَل حرب خاضتها أميركا في تاريخها بين عامَي 2001 و2021، عندما غزَت قوّاتها أفغانستان مُخَلّفةً آلاف الضحايا من المدنيين والعسكريين، عقِب خسارتها لتريليونَي دولار فيها.
لكنّ اهتمام إدارة جورج بوش في عام 2003 تحوّلَ إلى غزو العراق الذي كلَّف الخزانة الأميركية ما لا يقلّ عن 2.89 تريليون دولار، فضلاً عن ضحايا تخطّى عددهم ربع مليون شخصاً.
تاريخاً، قلبَت أميركا الدفّة ضدّ القوى المركزية في عام 1917 بُغيَة الهيمنة كقطب، مُتَّبِعةً سياسات مُلتوية في فرض سيادتها بين البلدان، إلّا أنّها، في الواقع، شريك فعلي في أنهار الدم الجارية حول العالم.