كاسراً النمط التقليدي للسينما السعودية عبر تسليط الضوء على حياة المهمَّشين من ذوي الدخل المحدود، غاص الفليم السعودي “مندوب الليل” أو Night Courier في أسرار سكّان الرياض، مبيِّناً الطبَقية المُستتِرة بين المواطنين، من خلال قصة حقيقية لشاب فقير عمل كموظف توصيل (ديليفري) بُغية كسب بعض المال للاعتناء بوالده المُسِنّ وشقيقته الوحيدة، في ظل غياب التقديمات الاجتماعية.
تناولت صحيفة “غارديان” البريطانية، في الأول من أيلول/سبتمبر 2024، الفيلم الذي خرج إلى العلن في كانون أول/ديسمبر 2023، بعد أنْ أحرز نجاحاً عالمياً لواقعيّته، إذ كشف الفيلم عن تناقض حياة الليل في الرياض لدى مختلف الطبقات الاجتماعية، حيث العنف المُتصاعِد، وأبناء الطبقة المُخملية من أبناء آل سعود والعاملين في السلطة الذين لا يعلمون شيئاً عن أبناء الطبَقة المُعدَمة. كما سلّط العمل السينمائي الضوء على حالات الفقر المُستشرية في البلاد.
فعلى الرغم من ترويج السلطات السعودية تقديم حلول تُحَسِّن الوضع الاقتصادي، إلّا أنّ الحقائق تُظهِر زيف ادّعاءاتها.
يعكس “مندوبُ الليل” الواقع المَرير، ويفتح باباً على المآسي التي بدأت تخرج من دائرة الصمت والقمع المفروض في المملكة.