ها هو حُلم رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار يتحقّق. هذا ما صرّح به وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سيموتريتش في الأول من أيلول/سبتمبر 2024، وذلك بعد تنفيذ النقابات العمّالية إضراباً شاملاً في تل أبيب التي تشهد شللاً تامّاً، إثر تظاهُرات غاضبة وانقسامات حادّة بين قادة الاحتلال الإسرائيلي، علاوةً عن الشرخ الحاصل بينهم وبين المستوطنين الذين خرجوا إلى الطرقات في محاولة ضغط على حكومة الاحتلال للقبول بصفقة إعادة الأسرى الإسرائيليين.
شمل الإضراب العام وزارات الاحتلال، المرافق والمواصلات العامّة، وحتى المستشفيات، وتضمّن تعطيل العمل في مطار “بن غوريون”، إضافة إلى المؤسسات القضائية وبلديات كبرى المدن الفلسطينية المحتلّة.
وشارك 300 ألف مستوطن في التظاهرات رغم توعُّد سموتريتش بأنّ كل من يشارك في الإضراب لن يحصل على راتبه، وفق ما نقلت صحيفة “يسرئيل هيوم”، فيما انتقد رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال، يسرائيل زيف، سياسات بنيامين نتنياهو في حربه على قطاع غزة، واعتبر أنّها “وقعَت لأسباب شخصية بحتة”، مؤكداً أنّ “نتنياهو يسعى إلى إطالة تلك الحرب بسبب خوفه من وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أكثر من خشيته منَ التحرُّكات التي تدُور حالياً في الشارع”.
كان هدف السعي إلى تقليل عدد الأسرى سلب نقاط من حركة “حماس”، إلّا أنّ الأمر انقلب على كيان الاحتلال الإسرائيلي المأزوم داخلياً والمُهَدَّد وجودياً.