ما هي مخاطر الرهان السعودي في الحرب على اليمن؟

اليمن/ نبأ- وكالات- منذ بدء العملية العسكرية التي تشنها السعودية وحلفاؤها ضد جماعة "أنصار الله" الحوثيين في اليمن انقسمت الآراء حول مدى صواب القرار السعودي.

الهجوم الذي بدأته السعودية في 26 مارس الماضي بعد أن شكلت تحالفا من عشر دول، بحجة استعادة الشرعية، اعتبره بعض الخبراء متسرعًا وقد تكون عواقبه وخيمة.

منذ تسلم الملك سلمان بن عبد العزيز حكم السعودية كان واضحا أن العاهل الجديد له رؤية مختلفة وجديدة ستنعكس على السياسة الخارجية لبلاده، فبدا ذلك ملموسا في عدد من الملفات الإقليمية، بعد وقت وجيز من تسلمه السلطة.

التدخل عسكريا في اليمن هو أحد القرارات التي يعتبرها بعض المراقبين دليلا على أن ملك السعودية الجديد له توجه مختلف عن سلفه ولعل في اختيار اسم "عاصفة الحزم" للعملية العسكرية علاقة بطبيعة تعامل الملك مع ما تعتبره بلاده تهديدا لها، فبعد اكتفاء السعودية بدورها التقليدي في الحرب الباردة بينها وبين جارها الإقليمي إيران على مدى السنوات الماضية، تشكل حرب اليمن تصعيدا عسكريا مباشرا.

تقول إلينا سوبونينا مديرة مركز آسيا والشرق الأوسط في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو أن السعودية تحاول بالفعل أن تبدي حزما أكبر في سياستها وهو ما قد ينعكس على الوضع ليس فقط في اليمن بل في سوريا أيضا.

وقالت سوبونينا: " لكن كان يجدر بالسعودية التفكير مليا والتمهل قبل فاتخاذ قرار كهذا يحتاج لدراسة أكبر لأن نتائجه قد تنعكس سلبا على السعودية نفسها وعلى استقرار منطقة الشرق الأوسط خصوصا إن طالت هذه الحرب".

وتعتبر الخبيرة الروسية أن هذه الحرب هي بالفعل اختبار صعب بالنسبة للسعودية الآن ويظهر أن هناك سياسة سعودية جديدة يبلورها الملك الجديد، "لكن كان على السعوديين التركيز على الحل السياسي فهذه الحرب قد تجلب حالة من عدم الاستقرار في اليمن ستستمر لوقت طويل، فبعض القبائل اليمنية بدأت تقف ضد التدخل السعودي رغم أنها ليست جميعها بالضرورة مع الحوثيين".

وكانت السعودية بررت عمليتها العسكرية في اليمن بأنها تهدف لحماية الشرعية وتأتي بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لكن البعض يرى في هذا التدخل العسكري تورطا للسعودية في حرب لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

فمن جهة ارتفع عدد القتلى منذ بدء العملية إلى 540 شخصا وتأزمت الأوضاع الإنسانية، ومن جهة أخرى تواجه السعودية صعوبات حسب خبراء عسكريين فهي غير قادرة على حسم معركة كهذه إن اكتفت بالغارات الجوية، كما أن إرسال قوات برية قد يجعلها تدخل في حرب استنزاف طويلة خاصة أنها لا تملك حليفا موثوقا به على الأرض، إذ لا يمكن الاعتماد على الجيش اليمني الذي مازال الرئيس السابق علي عبد الله صالح يسيطر على الوحدات الرفيعة فيه.

وإذا كانت الأسباب الرسمية المعلنة لحرب اليمن هي إنهاء الانقسام اليمني وحماية الشرعية وفرض الحوار على الحوثيين فإن الأسباب الحقيقية تتجاوز ذلك برأي المتابعين وأبرزها النفوذ المتنامي لإيران في المنطقة، وفق دويتشه فيله.

ويبدو أن السعودية قد تواجه "تصدعا" في الجبهة التي أسستها في حربها في اليمن. إذ أعرب معظم نواب البرلمان في باكستان – التي كانت أعلنت مشاركتها في "عاصفة الحزم" والتي تربطها بإيران مصالح اقتصادية- عن مخاوفهم من أن يتسبب التورط في الصراع اليمني في زيادة الانقسام الطائفي في باكستان.

كما أن تركيا التي تسعى حسب البعض إلى الزعامة في المنطقة، أعلنت على لسان رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان – الذي يجري زيارة إلى إيران في إطار الجهود الدبلوماسية لحل أزمة اليمن- أن بلاده تؤيد وقف الحرب وضرورة تأسيس السلام والأمن.