السيد نصر الله يتحدث في كلمة متلفزة يوم 19 سبتمبر 2024 (قناة "المنار")

“الحساب عسير”.. السيد نصر الله: الضربة غير المسبوقة لن تسقطنا ووصلتنا رسائل بأنّها لوقف إسناد غزة ولن نتوقف

نبأ – اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” في لبنان، السيد حسن نصر الله، أنّ “ما جرى في هذين اليومَيْن (الثلاثاء 18 والأربعاء 19 أيلول/سبتمبر 2024) هو جريمة إبادة جماعية وعدوان كبير على لبنان وشعبه وسيادته وأمنه وجرائم حرب وإعلان حرب”، مشدّداً على أنّ “العدو تجاوز في هذا الاعتداء كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء”، قائلاً: “هذه الضربة الكبيرة والقوية لم تسقطنا ولن تسقطنا”.

وقال السيد نصر الله، في كلمة متلفزة اليوم الخميس 19 أيلول/سبتمبر 2024 بشأن تفجير كيان الاحتلال أجهزة اتصال لاسلكية في لبنان، إنّ “العدوّ استخدم وسيلة مدنية مستخدمة لدى شرائح مختلفة من المجتمع وعاود ذلك يوم الأربعاء بتفجير أجهزة لاسلكية دون الاكتراث لأماكن حملتها”، مشيراً إلى أنّ “بعض التفجيرات حدثت في مستشفيات وأسواق وطرقات عامة ومنازل والمواقع التي فيها أساساً مدنيون”.

وفيما نبّه إلى أنّ “العدو عندما قاتم بتفجير أجهزة “البيجر” فهو كان يتعمَّد قتل 4000 إنسان في دقيقة واحدة”، قال: “ما جرى عملية إرهابية كبرى، وسنتبنى تعريف ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء كمجزرتين”، جازماً بأنّه “بلطف الله وبالجهود البشرية المخلصة والهمة العالية والغيرة والحضور الكبير لفئات شعبنا المختلفة تم تعطيل جزء كبير من أهداف الهجوم”.

وتابع قوله: “وصلنا إلى نتيجة شبه قطعية بشأن ملابسات التفجيرات ولكنْ ننتظر التأكد منها، وسنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينية بشأن التفجيرات وحينها سيُبْنَى على الشيء مقتضاه”.

وأضاف “تعرَّضنا لضربة كبيرة أمنياً وإنسانياً وغير مسبوقة في تاريخ لبنان بالحد الأدنى، وقد لا يكون مسبوقاً في تاريخ الصراع مع العدو، وقد لا يكون غير مسبوق على مستوى العالم بهذا النوع”، فـ”يوم الثلاثاء والأربعاء كانت بالنسبة لنا امتحاناً كبيراً وسنتمكّن إن شاء الله من تجاوز هذا الامتحان بشموخ”، وقال: “سنصبح أشد صلابةً وعزماً وعوداً وقدرة على تجاوز كل المخاطر”، بحسب السيد نصر الله.

وأشار إلى أنّ “الجبهة اللبنانية هي جبهة ضاغطة وبقوة، وهي من أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية اليوم لتحقيق الأهداف ووقف العدوان”، موضحاً أنّ “كل محاولات العدوّ فشلت وبقية المقاومة مصرة على موقفها فلجأ العدوّ إلى هذا الأسلوب الذي هو أعلى مستوى إجرامي”.

وأردف بقوله: “وصلت إلينا رسائل بأنّ هدفهم (الإسرائيليون) من هذه الضربة هي أنْ توقفوا القتال في الجبهة اللبنانية وإنّ لم تتوقّفوا فلدينا المزيد، والجواب باسم الشهداء والجرحى وكل الناس الصابرين والأوفياء نقول لنتنياهو وغالانت والعدوّ بأنّ جبهة لبنان لن تتوقَّف قبل وقف العدوان على غزّة”.

وفيما جزم بأنّ “بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز”، قال: “نحن قبلنا هذا التحدّي منذ 8 تشرين أول (أكتوبر 2023) واليوم نقبله”، مخاطباً رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وكيان العدوّ بالقول: “لن تستطيعوا أنْ تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال وافعلوا ما شئتم، وإذا أردتم إعادة المستوطنين فالسبيل الوحيد هو وقف العدوان على غزّة”.

وتحدث السيد نصر الله عن “الحساب العسير” أي الرد على العدوان، فقال: “الخبر هو فيما سترونه لا فيما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة”.

جدير ذكره أنّ كيان الاحتلال نفّذ عدواناً إلكترونياً بتفجيره أجهزة إرسال رسائل قصيرة “بايجر” وأجهزة اتصال لاسلكي في أوقات متزامنة، يومَي الثلاثاء والأربعاء، مخلِّفاً 37 شهيداً وآلاف الجرحى، حال مئات منهم حرجة.