نبأ – أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن على العالم أن يعلم أنه إذا انتشرت الحرب فإن آثارها الضارة لن تقتصر على منطقة غرب آسيا فقط، ويمكن أن ينتشر انعدام الأمن وعدم الاستقرار إلى مناطق أخرى وحتى إلى مناطق بعيدة، وذلك في أعقاب انطلاق الملتقى الدولي “مدرسة نصر الله ” اليوم السبت في طهران، بمشاركة مفكرين من 13 دولة، في الذكرى الأربعين لاستشهاد سيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصر الله.
وقال عراقجي: “إن الشهيد السيد حسن نصر الله شخصية كان رمزا للمقاومة والشجاعة والوقوف في وجه الظلم والعدوان ليس للبنان فقط، بل للعالم الإسلامي وكل الأمم المحبة للحرية. استشهاده خسارة كبيرة للمنطقة والعالم، لكن طريقه ومثله ستبقى حية ومستقرة. ولقد لعب الشهيد نصر الله، بشجاعته التي لا مثيل لها، دورا لا غنى عنه في التعريف الجديد للمقاومة، المتجذّر في إيمانه وفي التزامه اللامتناهي بالعدالة والإنسانية”.
وأضاف: “إن الشهيد السيد حسن نصر الله، القائد الذي استطاع أن يحدث تغييرات جوهرية في المعادلات الإقليمية وبفهمه العميق للعلاقات الدولية وموازين القوى، استطاع أن يحول المقاومة إلى عامل مؤثر في المعادلات الإقليمية والعالمية.
وشدد عراقجي على أن الکیان الصهيوني من خلال استمراره في سياساته العدوانية وانتهاكاته المتكررة للقانون الدولي، لم يعرض الاستقرار والأمن الإقليميين للخطر فحسب، بل خلق أيضا تحديا خطيرا للنظام الدولي.
وتابع وزير الخارجية الإيراني: “إن الهجمات الوحشية على المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية والحصار الاقتصادي هي أمثلة على تصرفات هذا الکیان والتي يجب اعتبارها جميعا جرائم حرب، مستطردا :”لقد أظهر الشهيد نصر الله بأسلوبه الفريد كيفية الوقوف في وجه مثل هذه التهديدات وعلم شعوب العالم أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والحقوق الثابتة، ومن أهم سمات الشهيد نصر الله إيمانه بالدبلوماسية وأن النصر في فلسطين ولبنان يتطلب حركة مقاومة متزامنة ودبلوماسية نشطة وتعاون متعدد الأطراف. كما آمن الشهيد نصر الله، إلى جانب المقاومة، بالحوار والتفاعل الدبلوماسي للحفاظ على السلام والأمن المستقرين واهتم بالحلول العادلة والتعاون مع الدول والمؤسسات الدولية”.
وقال عراقجي: “الحرب الحالية في لبنان هي مزيج من الأدوات العسكرية والاستخباراتية والإعلامية وحتى أدوات الفتنة بين المسلمین أنفسهم وبين المسلمین والمسيحيین. فالهجوم الإعلامي والروايات الكاذبة والمثيرة للفتنة لا تقل تدميراً عن الحرب العسكرية. ولبنان هو موطن كل لبناني وهذا البلد كان وسيظل دائماً أرض الحياة السلمية للمسلمين والمسيحيين وأتباع الديانات الأخرى عبر التاريخ. ويجب أن يكون التوصل إلى وقف عادل لإطلاق النار ومساعدة الجرحى والنازحين في لبنان أولوية للمجتمع الدولي. وفي هذا الصدد، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم ولن تدخر جهدا أو مساعدة. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما أثبتت منذ الماضي وحتى الآن، كانت وستبقى دائما مع الشعوب المضطهدة في المنطقة، ولن ننسى لبنان وغزة أبدا ونحن دائما ندعمهم في المقاومة المشروعة ضد الاحتلال والعدوان”.
وختم عراقجي قائلا إن الکیان الغاصب يواصل ارتكاب جرائمه في فلسطين ولبنان من خلال رفضه كافة الخطط والمقترحات الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، معربا عن استيائه من فشل المجتمع الدولي بوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة، وكأنه لا يشاهد ممارسات الصهاينة التي تؤكدي لزعزعة استقرار المنطقة بأكملها.