نبأ – بينما ما تزال الرياض تختبر حرارة مياه التطبيع، قفز رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (الجولاني) إلى الأمام معلنًا استعداده لتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، والانضمام إلى “اتفاقيات أبراهام” موجّهًا رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر عضو الكونغرس كوري ميلز الذي زار دمشق الأسبوع الماضي، يعرب فيها عن رغبته في علاقات طيبة مع واشنطن و”تفاهمات” مع تل أبيب، وذلك لكي تنظر إدارة ترامب في تخفيف أو رفع العقوبات المفروضة على دمشق.
رسالة الشرع تأتي في وقت لم تتوقف غارات الاحتلال على البلاد، بل تصاعدت في بعض المراحل، لتطال مواقع في دمشق وريفها، ومطار حلب، ومناطق في الجنوب، بينما التزم الشرع الصمت، مكتفيًا بالإشارات الدبلوماسية والوعود بإعادة النظر في المشهد الإقليمي.
الأمر يفتح الباب على تساؤلات عديدة، كيف لرجلٍ قضى سنوات في ساحات القتال ورفع شعارات الرفض القاطع لأي تسوية، أن يتحول فجأة إلى واجهة سياسية تروّج للتطبيع باسم “الواقعية” و”المصلحة الوطنية”؟ وأين هي سوريا العروبة التي رفضت أن تُغريها الصفقات أو تُرهبها التهديدات؟
قد يرى البعض في هذا التحول نوعًا من البراغماتية السياسية، لكنه لدى كثيرين لا يبدو إلا محاولة يائسة لتلميع صورة باهتة، في زمن تُشترى فيه الشرعية بالرسائل لا بالثقة الشعبية.