السعودية/ رويترز- رفضت السعودية وشركاؤها الرئيسيون من دول الشرق الأوسط الأعضاء في "منظمة البلدان المصدرة للنفط" (أوبك) طلبات صينية لمزيد من النفط، نظراً لاحتفاظهم بالوقود لمصافيهم مع بلوغ الطلب من أكبر مستورد للخام في العالم مستويات جديدة هي الأعلى على الإطلاق.
وقال عدد من كبار تجار النفط الصينيين إن السعوديين رفضوا طلبات من "تشاينا أويل" و"يونيبك"، وهما ذراعا تجارة النفط لشركتي "بتروتشاينا" و"سينوبك" على الترتيب لإمدادهما بشحنات إضافية من الخام للتحميل في أيار (مايو) الجاري وحزيران (يونيو) المقبل، وهو ما اضطرهما إلى السعي إلى طلب إمدادات من منتجين في غرب أفريقيا وسلطنة عمان وروسيا.
وقال تاجر لدى واحدة من أكبر الشركات المستوردة للنفط في الصين، طالباً عدم ذكر اسمه نظراً لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إن السعودية "اعتادت إمدادنا (بالخام) إذا طلبنا شحنات إضافية فوق المتعاقد عليها خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام ولكن ليس في مايو ويونيو".
وقال مصدر آخر في مصفاة صينية تستورد النفط السعودي إن الخام السعودي الثقيل "يشح قليلاً" في أيار وحزيران.
ويشير أحدث تقرير أصدرته "تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس" في آسيا إلى أن حصة السعودية من واردات الخام الصينية تراجعت إلى ما يزيد قليلاً عن 30 في المئة في أيار الجاري من 36.5 في المئة في نيسان (أبريل) الماضي.
وذكر التاجر في أحد أكبر الشركات المستوردة للنفط في الصين إنه تم أيضاً رفض طلبات لاستيراد المزيد من الخام من الكويت والإمارات العربية المتحدة وهما أقرب شريكين للسعودية في "أوبك".
ولم يتسن الحصول على تعقيب من مسؤولي "بتروتشاينا" و"سينوبك"، ونادراً ما يعلقون على نشاط التجارة.
وتوجد عوامل معظمها محلية وراء رفض طلبات شحنات النفط الإضافية. إذ جرت العادة أن تصدر السعودية النفط الخام ولكن تستورد المنتجات المكررة.
إلا أن هذا الوضع يتغير. فمصفاتها الجديدة "ياسرف" البالغة طاقتها 400 ألف برميل يومياً دخلت حيز التشغيل الكامل في نيسان الماضي وتستخدم الخام السعودي الثقيل في إنتاج وتصدير فحم الكوك البترولي ووقود الديزل والبنزين.
وفي العام الماضي بدأت "أرامكو" تشغيل مصفاة "الجبيل" التي تملك طاقة إنتاجية مماثلة وتعتزم الشركة بناء مصفاة ثالثة بطاقة 400 ألف برميل يومياً أيضاً في حلول العام 2018.
ويزيد منتجون آخرون في الشرق الأوسط مثل شركة "بترول أبوظبي الوطنية" (أدنوك) في الإمارات من المصافي. وتقبل المنطقة على موسم ذروة الاستهلاك الذي تستخدم فيه المزيد من الخام لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل أجهزة تكييف الهواء.
وتقلصت إمدادات الخامات الثقيلة أيضاً بسبب إغلاق حقلين تديرهما السعودية والكويت معاً وهما "الخفجي" في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لأسباب بيئية، و"الوفرة" في الأسبوع الماضي لإجراء أعمال صيانة بما أدى إلى تقليص الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يومياً.
وعلى رغم رفض بعض الطلبات الآسيوية ما زالت السعودية وحلفاؤها في الشرق الأوسط حريصون على تلبية أكبر قدر ممكن من الطلب الآسيوي.
وجاء رفض الطلبات بعد أسابيع من زيارة وزير البترول السعودي علي النعيمي إلى آسيا، إذ قال إن الطلب على نفط المملكة قوي لكن السعودية التي بلغ إنتاجها مستوى قياسياً يزيد على عشرة ملايين برميل يومياً مستعدة لتلبية احتياجات عملائها.