الولايات المتحدة / نبأ – ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن صادرات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة تراجعت لأدنى مستوى لها منذ الأزمة المالية، وهو ما يعكس، بحسب الصحيفة أثر طفرة إنتاج النفط الصخري الكندي، مشيرةً إلى أنّ الولايات المتحدة اشترت في المتوسط أقل من مليون برميل يوميًا من الخام السعودي خلال العام الماضي، وفقًا لما تظهره البيانات الحكومية الأمريكية.
ومما جاء في التقرير:
تحاول المملكة تعويض خساراتها في السوق الأمريكية من خلال تسريع تمحورها في تجاه آسيا، وباتت الصين تتنافس مع الولايات المتحدة باعتبارها واحدة من أكبر مشتري الخام السعودي. ولكن أي ضعف في العلاقات الاقتصادية التي تعزز الروابط السعودية الأمريكية سوف يبقى أمرًا مثيرًا للقلق في الرياض، وخاصةً في الوقت الذي تمر فيه المملكة بتحولات كبيرة في السلطة.
وقال جيسون بوردوف، وهو المدير المؤسس لمركز جامعة كولومبيا لسياسة الطاقة العالمية: “يشير سلوك المملكة خلال العام الماضي إلى أنها أدركت أن سوق الولايات المتحدة على وشك الانخفاض، وأن شرق السويس كان هو سوقها النامي“. وأضاف: “لكن هناك حدود لهذه الرؤية؛ حيث إن المملكة تريد أن تكون متنوعة، وهي تحتاج إلى التواجد في الولايات المتحدة لأسباب جيوسياسية“.
وكانت آخر مرة وصلت فيها صادرات النفط الخام السعودية إلى الولايات المتحدة في المتوسط إلى ما هو أقل من مليون برميل يوميًّا لفترة طويلة هي عام 2009، عندما أدت الأزمة المالية إلى انخفاض الطلب على النفط الخام. وقد انخفضت الصادرات إلى أقل من هذا المستوى في أشهر معينة أيضًا، ولكن ليس لفترات طويلة.
وحدثت التجربة الوحيدة المماثلة في الذاكرة الحديثة خلال الثمانينيات، عندما خفضت المملكة إنتاجها النفطي في محاولة فاشلة لدعم الأسعار. وفي عام 2013، استوردت الولايات المتحدة في المتوسط أكثر من 1.5 مليون برميل يوميًا.
وفي حين أن الزيادة الحادة في إنتاج النفط في الولايات المتحدة قد أخذت بالفعل مكان الكثير من النفط الخام الذي اعتادت البلاد على استيراده من غرب إفريقيا، إلا إن ارتفاع الواردات من كندا قد تكون هي القوة الدافعة الأخرى وراء استيراد نفط أقل من الشرق الأوسط. ويصل متوسط الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة الآن إلى أكثر من 3 ملايين برميل يوميًّا، أي بزيادة قدرها مليون برميل تقريبًا منذ عام 2011. ولاتزال المملكة العربية السعودية ثاني أكبر مصدر للنفط للولايات المتحدة بعد كندا، وتمتلك حصصًا في المصافي ومصانع البتروكيماويات في البلاد.
وكانت صادرات النفط إلى الولايات المتحدة هذا العام أقل من ثلث ما استوردته أمريكا خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وانخفضت هذه الصادرات بحوالي 400 ألف برميل منذ عام 2012. ولكن الصادرات تعززت منذ أواخر مارس، وفقًا لبيانات الحكومة الأمريكية، وهو ما يشير إلى أن المملكة قد لا تكون مستعدة للتخلي عن حصتها في السوق الأمريكية.
ويلعب النفط دورًا كبيرًا في تاريخ العلاقات بين الدولتين، وبعد ست سنوات فقط من تشكل المملكة العربية السعودية في عام 1932، أخرجت ستاندارد أويل أوف كاليفورنيا الذهب الأسود؛ ما أدى إلى تحويل المملكة الصحراوية إلى لاعب رئيس على الساحة العالمية. واليوم؛ تضخ المجموعة النفطية المملوكة من قبل الدولة، أرامكو، -تقريبًا- واحدًا من كل تسعة براميل نفط مستهلكة على الصعيد العالمي.
وتسوق المملكة العربية السعودية حاليًا نفطها بقوة إلى آسيا، بعد أن فقدت حصتها في السوق لصالح إيران والعراق. وقال وزير النفط المخضرم، علي النعيمي، خلال رحلة إلى بكين في أبريل/نيسان: إن المملكة ترسل الآن أكثر من مليون برميل يوميًّا إلى الصين. وأضاف: “لايزال الطلب الآسيوي على النفط قويًّا، ونحن على استعداد لتوريد كل ما هو مطلوب“.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.