أخبار عاجلة

زكريا آل صفوان .. رحيل يؤكد زيف الإصلاح السعودي

نبأ – تاركًا خلفه إرثًا من المقالات الجريئة التي ناصرت الحق والتعبير السلمي، الكاتب زكريا آل صفوان يُفارق الحياة، بعد أن أسكتَه القمع السعودي، نتيجةً لمقال “دفاعًا عن حق التظاهُر السلمي” الذي اشتُهر مِن خلاله، وأيّد فيه حقَ التظاهر والاعتصام، في أوج الحراك الشعبي بالقطيف عام 2011. حينها اعتُقل مِن قبَل النظام السعودي وزُجّ في سجن المباحث بالدمام، بعد مُحاكمة شكليّة أمام المحكمة الجزائية المتخصِّصة.

عشرُ سنواتِ سجن؛ حكمٌ صدرَ بحَقّه لمجرّد كتابته مقالًا يُطالب فيه بالحريات الأساسية في بلدٍ لا يحتملُ صوتًا خارجَ سِرْب آل سعود. فكانَ آل صفوان عنوانًا لمقاومة الكبْت، غيرَ مُتراجع عن مواقفه رغم الظروف القاسية التي عاشها خلف القضبان، والمليئة بالظُلم والجَور والانتهاكات. وفاتُه تُعيد فتْحَ ملف معتقَلي الرأي وتكشفُ حجْمَ المُعاناة التي يتعرّض لها الناشطون في واقعٍ تنعدمُ فيه الحقوق والحريات، حيث يُعامَل الفكر النقدي كجريمةٍ أمنيّة.

إنّ غيابَ آل صفوان ليس مجرد وفاة، بل صفعة جديدة لمشروع الإصلاح المزيّف الذي تروّجُه السُلطات السعودية. فرجُل الكلمة رحل، لكنّ صوتَه لا يزال يتردّد، شاهدًا على دولةٍ تخشى الحرفَ وتحبسُ الأحرار.