السعودية / نبأ – هل يملك المثقفون السعوديون الذين أيدوا حرب بلادهم على اليمن أن يفعلوا شيئاً آخر؟
الروائي السعوديّ أحمد دهمان، صاحب الرّواية الشهيرة “الحزام”، تخلّى عن لغته الرومانسيّة التي وصف بها الحياة في المناطق الجنوبيّة المحاذية لليمن. وأطلقَ قلمه ليكون سيفاً في الحربِ العدوانيّة على اليمن.
دهمان الذي شنّ سابقاً هجوماً على النظام السّعودي، واتهمه بإلغاء التنوّع الثقافيّ في شبه الجزيرة العربيّة، كتبَ في حسابه على تويتر: “أيقظني وطني” في إشارةٍ إلى تأييده المطلق للعدوان على اليمن.
دهمان نسيَ إرثه الأدبيّ والنقدي، واستذكر في زمن الحربِ اللغةَ التي تنتمي إلى الانتشاءِ بالعدوان، وانضمّ إلى قافلة المثقفين الذين يغرّدون للجنودِ السّعوديين الذين يقصفون اليمن بالموتِ والدّمار.
الناقدُ السعوديّ عبد الله الغذّامي نسيَ هوْل الموتِ أمام مشهد القتل في اليمن.
الغذامي الذي ظهرَ باكياً لحظةَ سرْده لعلاقته بأمّه المرحومة ورثائها لصديقه البحريني محمد البنكي. ولكنّه تحوّل في زمن العدوانِ إلى جنديّ شرس، لا يكفّ عن التعبير عن فخره بالطيران الحربيّ الذي يوزِّع الخرابَ في بلاد الإيمانِ والحكمة.
الأمثلةُ كثيرةٌ لأولئك المثقفين السعوديين، من الليبراليين وغيرهم، ممّن كشفت “عاصفةُ الحزم” حنينهم اللّغوي والثقافيّ إلى ذاتِ البنيةِ التدميريّة للنظام الحاكمِ في المملكة.
هل كان يمكن للمثقفِ السّعوديّ أن يقول شيئاً آخر غير الانجرارِ وراء حكومته والتّبشيرِ بالحرب؟
يحيى عسيري، حسن العمري، حمزة الحسن.. وآخرون فعلوا الخيارَ الآخر الممكن. وهناك آخرون خيّروا أنفسَهم بين الالتحاقِ بمعسكر القتل والعدوان، وبين الصّمتِ خشية الاعتقال، فاختاروا أقلّ الضّرر، وصمتوا.. وهم بذلك أكثر شجاعةً من الخطباءِ والكتّابِ والنقّادِ الذين تتساقطُ كلماتُهم برفقةِ القنابلِ على رؤوس اليمنيين.