داخل أروقة Ubisoft Entertainment، أعرب عدد مِن موظفي الشركة الفرنسية عن قلقهم مِن شراكتها الأخيرة مع السعودية لتطوير محتوًى إضافي جديد للعبة Assassin’s Creed Mirage، معتبرين أنّ التعاون مع نظامٍ متورّطٍ في انتهاكاتٍ جسيمة لحقوق الإنسان، يضعُ الشركة في موقعٍ أخلاقي مُحرِج.
التمويل جاء مِن صندوق الاستثمارات العامّة السعودي؛ الأداة التي يُهيمن عليها محمد بن سلمان، الذي يلاحقه سجلّ دموي مِن تنفيذ إعداماتٍ إلى اعتقالاتٍ تعسُفية وغير ذلك.
ورغم مُحاولات “يوبيسوفت” التملُص مِن أسئلة حول التورط الأخلاقي، إلّا أنّ تبريراتها جاءت هزيلة، مُتجاهِلة السياق السياسي القائم على القمع وتكميم الأفواه. فإعلان المحتوى، في أغسطس الماضي، والذي يُظهر زيارة بطل اللعبة لمدينة العُلا، أتى في توقيتٍ مُريبٍ عكسَ حرجًا حاولت الشركة تجنّبه، بينما تروّج لتعاون مع دولة تُصنَّف مِن بين الأسوأ عالميًا في حرية التعبير.
اللّافت أنّ “يوبيسوفت” حاولت الفصل بين ابن سلمان والصندوق، وكأنّ الأموال المنهوبة من ثروات الشعب السعودي تُغسل بمجرد استثمارها في صناعة الترفيه، بينما الواقع يؤكد أنّ هذه الشراكات تُستغل لتلميع صورة النظام الذي يسجن ويعدم منتقديه، في وقت تُعرض فيه ألعاب الفيديو كوسيلة لـ”استكشاف التاريخ” المزيَّف. إنها شراكة تجارية تُلبِس القمعَ ثوبًا ثقافيًا، وتبيعُ الوهمَ على أنه مُحتوى “تاريخي” مُتاح مجانًا.
قناة نبأ الفضائية نبأ