نبأ – تتسارعُ خطوات السلطات السعودية لتصفية سوق الشمال المركزي للخضار والفواكه؛ أحد أقدم أسواق العاصمة الرياض، ضمن ما تسمّيه “خططًا تطويرية”. القرار الذي أُعلن عن تنفيذه قبل نهاية أكتوبر المُقبل، يفتح الباب واسعًا أمام شركة “التعمير”، التي يرأس مجلس إدارتها الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف، لتضعَ يدها على الأرض الحيوية الواقعة في حيّ المروج.
ورغم أنّ السوق تجاوز عُمره 40 عامًا وكان مصدر رزق لمئات العائلات، لم يُطرح بديل واضح للباعة والمستثمرين سوى دعوات للإخلاء الفوري والتهديد بإجراءات نظامية في حال التأخير. هذه السياسات تعكس نمطًا متكررًا مِن تجيير المساحات العامّة لصالح مشاريع تجارية مرتبطة بأفراد مِن آل سعود، على حساب المواطنين والمجتمع المحلي، وإنْ كان ذلك بالقوّة. ففي تبوك، قُتل عبد الرحيم الحويطي الذي رفضَ مغادرة منزله الكائن ضمن المناطق المستهدفة لإخلائها لصالح مشروع “نيوم”، واعتُقل آخرون بسبب احتجاجهم على النزوح القسري، وفقًا لتقاريرَ حقوقية وإعلامية.
غيابُ الشفافية والمساءلة في السعودية، يترك المواطنين لمواجهة مصيرهم بعد تهجيرهم وقطْع أرزاقهم. سوق الشمال ليس مجرّد موقع للبَيع، بل ذاكرة جماعية ومَورد مَعيشي، يُمحى اليوم لصالح استثمارات الأمراء، بلا حوارٍ ولا بدائل؛ ولا خيار للمواطن سوى القبول والصمت.
قناة نبأ الفضائية نبأ