نبأ – رغم الواجهة اللامعة التي تحاول السلطات السعودية تصديرها عن استعداداتها لموسم حج 2026، إلّا أنّ الحقيقة على الأرض تكشف عن مُمارساتٍ إقصائية تُثير القلق. وفي هذا الصدد، أعربَت قنصلية غامبيا في جدّة عن استيائها العميق مِن استبعادها المتعمَد منَ المراحل الأُولى للبعثة التفقدية، وذلك عقِبَ اعتماد الجمعية الوطنية تقريرًا عُرض خلال الدورة العادية الثالثة للسنة التشريعية الجارية.
هذا التهميش، الذي لا يُمكن تفسيره إلّا كنوع منَ التضييق السياسي، يضربُ بعَرض الحائط الدور الحيوي الذي تضطلع به البعثات الدبلوماسية في حماية رعاياها. فالقنصلية التي تُعَدّ عين الدولة الغامبية على أوضاع حُجّاجها، أكدت أنّ تجاهُلها يُضعف مِن قدرتها على التدخل الفوري في حال وقوع أي مشكلة ذات صلة بمواطنيها، ويقوّض التنسيق الضروري لضمان سلامتهم. تجاهُل المَعنيّين السعوديّين لا يعكسُ فقط انعدام الشفافية، بل يُوحي بسياسة استفرادٍ بالقرار وتقييدٍ للحضور الأفريقيّ الفاعل في ترتيبات الحج.
هذا السلوك لا يُمكن فصله عن توجُّه أوسع لإسكات الأصوات الدبلوماسية غير الخاضعة، وتهميش الدول “الصغيرة” في ملفاتٍ كان ينبغي أن تُدار بتكافؤ واحترام متبادلَين.
قناة نبأ الفضائية نبأ