نبأ – شارك الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد العيسى، في المؤتمر الثامن لقادة الأديان في كازاخستان، بصفته “ضيف شرف”، حيث ألقى كلمة دعا فيها إلى إحلال السلام العالمي ودور القادة الدينيين في صناعة الوعي ومنع الصراعات.
دعوات العيسى المتكررة للسلام والتعايش تبدو في السياق العام دعائية أكثر منها صادقة، خاصة أنها تصدر عن شخصية تُستخدم من قبل النظام السعودي كواجهة دينية لتلميع محاولات تطبيع الرياض مع الاحتلال الإسرائيلي، وسط اكتفاء النظام بإصدار بيانات إدانة للمجازر المستمرة بحق الشعب الفلسطيني دون أي خطوات عملية.
العيسى، الذي يلمّع صورته وصورة النظام السعودي بمفردات “التسامح والتعايش”، يشكّل منذ سنوات أحد أبرز أدوات ولي العهد محمد بن سلمان في تدجين الخطاب الديني وتفكيك هوية المجتمع السعودي، بما يخدم إلهاء المجتمع عن القضايا الأساسية ومسار التطبيع المتسارع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقد برز دور العيسى بوضوح عندما ألقى خطبة يوم عرفة عام 2023، وهو ما علّق عليه محلل القناة 12 الإسرائيلية إيهود يعاري بالقول إن السعودية “أعطت إشارة مبكرة لشكل علاقتها المستقبلية مع “إسرائيل” حين اختارت محمد العيسى، الشيخ الصهيوني، لإلقاء الخطبة في أقدس يوم لدى المسلمين”.
كما لا تُنسى زيارة العيسى المثيرة للجدل لمعسكر “أوشفيتز” في بولندا عام 2020، والتي اعتُبرت حينها من قبل مسؤولين إسرائيليين نقطة تحوّل في العلاقة مع الإسلام، في الوقت الذي كانت فيه آلة الحرب الإسرائيلية تفتك بالفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وفي حين تواصل السعودية الترويج لمؤتمرات دينية، كملتقى ماليزيا لنشر رؤيتها الوهابية، وتقديم العيسى كرمز للانفتاح الديني، يبقى الواقع أن خطابه لا يعدو كونه غطاء ناعما لتحقيق الأهداف السعودية.
قناة نبأ الفضائية نبأ