مهرجان الرياض للكوميديا يثير عاصفة انتقادات: نجوم عالميون يروّجون لـ”الترفيه القاتل”

نبأ – في ظل تصاعد محاولات النظام السعودي تلميع صورته عبر بوابة الترفيه، تعرض عدد من أبرز الكوميديين الأميركيين لانتقادات لاذعة بسبب مشاركتهم في “مهرجان الرياض للكوميديا”.

ويضم المهرجان، الذي انطلق في 26 سبتمبر ويستمر حتى 9 أكتوبر، أسماء مثل ديف شابيل، كيفن هارت، بيل بور، عزيز أنصاري، لويس سي. كاي، بيت ديفيدسون، جيمي كار وآخرين.

وقال موقع “desert” إن الحدث يأتي متزامنًا بشكل مستفز مع الذكرى السابعة لجريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، الذي قُتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، في جريمة هزت العالم وما زالت تلاحق النظام رغم محاولات التستر والتطبيع.

بدورها كانت منظمة “هيومن رايتس ووتش”قد  أصدرت بيانا وصفت فيه المهرجان بأنه محاولة واضحة لتبييض سجل السعودية الوحشي في حقوق الإنسان، مؤكدة أن هذا الترفيه المدعوم من الدولة ليس سوى ستار لتمرير قمع الحريات وتكريس الحكم الاستبدادي.

أما الباحثة في شؤون السعودية لدى المنظمة، جوي شيا، دعت المشاركين إلى استغلال المنصة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان. وقالت: “لا يمكن أن يكون هناك كوميديا بريئة في بلد يجلد النساء، ويعدم المعارضين، ويطارد الصحفيين حتى الموت.”

وذكر الموقع “desert” أن اللافت رفض مشاركة عدد من الكوميديين، ومنهم شين جيليس، الذي كشف أن السعودية ضاعفت عرضها المالي بعد رفضه الأولي، لكنه تمسك بموقفه قائلًا: “لا يمكنك أن تفعل بأصدقائك ما فعلته السعودية في 11 سبتمبر”.

الكوميدي ديفيد كروس هاجم المشاركين بشدة قائلا إنهم باعوا مبادئهم من أجل حفنة من الدولارات، وأضاف بتهكم:
“هل لديك نكتة عن صالات المطار؟ جيد. لكن هل لديك نكتة عن جلد النساء اللواتي تم اغتصابهن؟ عن سجن المدونين؟ عن تكميم الصحافة؟”

بدوره، اعترف الكوميدي تيم ديلون أن المال كان الدافع الرئيسي لقبوله الدعوة، قبل أن يُستبعد لاحقا من قائمة المشاركين بعد سخريته من سجل السعودية الحقوقي. وقال ديلون صراحة:”كلما دفعوا لي أكثر، فكرت في جرائمهم أقل.”

أما مارك مارون، فقال ساخرا: “من السهل اتخاذ الموقف الأخلاقي عندما لا يعرض عليك أحد بيع ضميرك.”

مهرجان الرياض للكوميديا، وغيره من الفعاليات التي تمولها السعودية بمليارات الدولارات، ليست سوى جزء من مشروع واسع لتطبيع صورة نظام شمولي عبر صناعة الترفيه. إنها كوميديا تحت رعاية القمع، و”انفتاح” على الطريقة السعودية: صالات مضاءة، وسجون مظلمة.