نبأ – أدان قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، واصفا ما يجري بأنه إبادة جماعية متواصلة تتم بدعم أميركي مباشر وتواطؤ عربي واضح.
وأشار الحوثي في كلمته الأسبوعية حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية إلى أن الجرائم الإسرائيلية تتواصل رغم مرور عامين واقتراب الدورة الثمانين للأمم المتحدة من نهايتها، في ظل سخط عالمي بلغ ذروته، منتقدا التخاذل الرهيب من الأنظمة العربية والإسلامية، التي تكتفي بالصمت بينما يمضي الاحتلال في جرائمه.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل استخدام سلاح التجويع في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، ويدمر الأحياء السكنية بالكامل، ويمارس التهجير القسري إلى مناطق غير آمنة. ولفت إلى أن الاحتلال يتباهي باستهداف النساء والأطفال بوحشية ودناءة، في استعراض متعمد للجريمة.
وفيما يتعلق بالمسجد الأقصى، اتهم الحوثي سلطات الاحتلال بتكثيف انتهاكاتها مؤخرا، مشيرا إلى استفزازات منها النفخ في البوق داخل الحرم، في إهانة متعمدة لمشاعر المسلمين.
كما أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بقتل الأسرى الفلسطينيين بل يسعى لقوننة جرائمه بحقهم، مؤكدا أن ما يُسمى بـ”خطة ترامب” تم إعدادها لتتناسب مع مصالح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بحيث تضمن له تنفيذ كافة أهدافه من دون أية تنازلات حقيقية.
وانتقد السيد الحوثي الخطة الأميركية – الإسرائيلية التي تستبعد أي سيادة فلسطينية على قطاع غزة، وتستبدلها بهيئة إدارية دولية من الأميركيين والبريطانيين، معتبرا ذلك استمرارا لرفض واشنطن حتى للسلطة الفلسطينية أو فكرة الدولة الفلسطينية بشكلها الرمزي.
وحذر من أن بنود الخطة تتضمن نزع سلاح المقاومة وتهجير المقاومين، وجاءت بعد موجة غضب عالمي من جرائم الاحتلال في غزة، في محاولة لاحتواء السخط الشعبي العالمي دون تقديم حلول حقيقية.
وتطرق الحوثي إلى مشروع “الجسر البحري” الذي روّجت له الولايات المتحدة كمبادرة إنسانية، معتبرا أنه خدعة أميركية لا جدوى منها، هدفها التضليل، مشيرا إلى أن ما يسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” ليست إلا وسيلة من وسائل القتل والإهانة.
وأكد أن الخطوات الأميركية لا تأتي إلا لخدمة الكيان الإسرائيلي، مضيفا أن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو نفسه اعترف بأن خطة ترامب تخدم مصالحه بالكامل، وسبق أن تفاخر ترامب بما قدمه لـ”إسرائيل” من خلال اعترافه بالقدس عاصمة لها.
وأشار السيد الحوثي إلى أن تعيين ترامب على رأس ما يُسمى بـ”مجلس السلام” لا يُعد إلا محاولة لمصادرة الحقوق الفلسطينية، فيما يهدف الأميركيون لتجريد الفلسطينيين في غزة من كل وسائل الدفاع، عبر توريط الأنظمة العربية في تنفيذ المهام الأمنية لصالح الاحتلال.
ولفت إلى أن ترامب كان واضحا في دعوته للأنظمة العربية إلى تولي مهمة تفكيك سلاح المقاومة، خصوصا كتائب القسام، مؤكدا أن المشروع الأميركي لتغيير الشرق الأوسط لا يهدف إلا لفرض هيمنة إسرائيلية على حساب كرامة واستقلال شعوب المنطقة.
وشدد على أن الضغوط العربية والإسلامية على المقاومة الفلسطينية خيانة وخدمة للعدو الإسرائيلي وتجند لمصلحته لأن المساعي الأميركية والإسرائيلية هي أن يكون الشعب الفلسطيني ومقاومته بفصائلهم مخيرين ما بين إما الاستكمال للإبادة والاحتلال أو الاستسلام، موضحا تمسك المقاومة في فلسطين بثوابتها.
وقال: “ما يهمنا هو أن لا يتحول العرب وبعض الأنظمة الإسلامية إلى أداة ضغط على الفصائل الفلسطينية بل ينبغي الوقوف معهم.”
قناة نبأ الفضائية نبأ