نبأ – كشفت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان عن تفاصيلانتهاكات جسيمة وممنهجة تعرض لها العامل السوري محمد القديمي في السعودية، خلال الفترة بين 2010 و2020، في ظل استغلال نظام الكفالة وغياب الضمانات القانونية.
وقالت المنظمة إن القديمي واجه سلسلة من الانتهاكات شملت بلاغات هروب كيدية، ابتزاز مالي، سلب ممتلكات، واحتجاز تعسفي، إضافة إلى مداهمات عنيفة ومحاولات ترحيل قسري، ما تسبب في أضرار نفسية وجسدية له ولأفراد أسرته، بينهم أطفال أصيبوا بأعراض صحية خطيرة منها شلل جزئي ورهاب مزمن.
وتعود بداية القصة إلى دخوله السعودية بتأشيرة عمل كمندوب مبيعات، قبل أن يبدأ نشاطا استثماريا في استيراد الشاحنات تحت اسم كفيله، الذي طالبه لاحقا بمبالغ مالية مقابل تسليم ممتلكاته، قبل أن يقدّم ضده بلاغات كيدية تسببت في ملاحقته واحتجازه.
وفي يناير 2020، تعرّض منزل العامل السوري القديمي لمداهمة ليلية في الدمام من قبل 12 عنصرا أمنيًا، اقتادوا الأطفال إلى مركز للتسوّل، واحتُجز هو في سجن الترحيلات في ظروف وصفتها المنظمة الأوروبية السعودية بـ”اللاإنسانية”، وسط انتشار وباء كورونا. كما وثّقت المنظمة محاولة خنقه وضربه أثناء احتجازه في مركز شرطة جنوب الدمام في نوفمبر 2020.
ورغم حصوله على البراءة من المحكمة، تم ترحيله مع عائلته خارج السعودية، إلى أربيل في العراق، ومنها لاحقا إلى ألمانيا حيث واصلت الأسرة تلقي العلاج النفسي.
ورأت المنظمة أن ما تعرّض له القديمي ليس حالة فردية، بل نموذج لما يواجهه عشرات الآلاف من المقيمين تحت مظلة نظام الكفالة، الذي يوفر غطاء قانونيا للاستغلال والانتهاك، رغم التعديلات الشكلية المعلنة.
كما أكدت أن هذه الممارسات تنتهك بوضوح التزامات السعودية الدولية، لا سيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب، واتفاقية حقوق الطفل، مشيرة إلى أن بيئة القمع والاستغلال في المملكة لا تزال قائمة، في ظل غياب إصلاحات حقيقية.
قناة نبأ الفضائية نبأ