اتفاق صيني – أميركي في بوسان: بكين تؤكد الشراكة المتكافئة وواشنطن تعلن خفض الرسوم الجمركية

نبأ – أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ التوصل إلى توافق أساسي مع الولايات المتحدة حول معالجة النزاعات التجارية الرئيسية، وذلك خلال لقائه مع الرئيس دونالد ترامب في مدينة بوسان الكورية الجنوبية.

وقال شي إن الفرق الاقتصادية والتجارية في البلدين توصلت إلى إجماع أساسي بشأن القضايا التي تهم الجانبين، وحققت تقدما مشجعا، مشددا على أن الصين والولايات المتحدة يمكنهما مساعدة بعضهما البعض لتحقيق النجاح والازدهار المشترك.

وأكد أن على البلدين أن يكونا شريكين وصديقين، مضيفا أن تطور الصين لا يتعارض مع رؤية الولايات المتحدة لنموها، بل يمكن للطرفين تحقيق مكاسب متبادلة وازدهار مشترك قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

من جانبه، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب اللقاء بأنه “ناجح للغاية”، مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن عدد من القضايا الاقتصادية، وأن المحادثات ستتواصل لتوسيع التفاهمات.

وأعلن ترامب أن الاتفاق مع الصين يتضمّن خفض الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية مقابل استئناف بكين شراء فول الصويا من الولايات المتحدة، وضمان استمرار صادرات المعادن النادرة.

وجاء هذا الإعلان عقب اللقاء المباشر بين الرئيسين، وهو الأول منذ عام 2019، ضمن جولة آسيوية سريعة لترامب شملت كوريا الجنوبية واليابان وعددا من دول جنوب شرق آسيا. وأوضح ترامب أن الرسوم المفروضة على الواردات الصينية ستنخفض من 57% إلى 47%، فيما ستبدأ الصين فورا بشراء كميات كبيرة من فول الصويا والمنتجات الزراعية الأميركية.

وتُعد الصين سوقا رئيسية للمزارعين الأميركيين الذين تأثروا سابقا بوقف استيراد منتجاتهم بسبب التوترات التجارية بين البلدين.

ونفى ترامب أن يكون قد ناقش مع شي قضية شرائح الذكاء الاصطناعي “بلاكويل” من إنتاج شركة “إنفيديا”، قائلاً: “نحن لا نتحدث عن شرائح بلاكويل”، رغم تلميحاته السابقة إلى إمكانية بحث هذا الملف.

وكان الجانبان قد توصلا في وقت سابق إلى اتفاق إطاري يجنّب فرض رسوم أميركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، ويؤجل في المقابل القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة، وهو قطاع تهيمن عليه بكين عالمياً.

وسجّلت الأسواق العالمية تقلبات ملحوظة عقب إعلان الاتفاق، إذ تباين أداء مؤشرات الأسهم الآسيوية والأوروبية بين المكاسب والخسائر، بينما تراجع مؤشر شنغهاي المجمع من أعلى مستوى له منذ عشر سنوات، وانخفضت العقود الآجلة الأميركية لفول الصويا.

ورغم الإعلان عن هذا التوافق، تبقى الشكوك قائمة بشأن استمراره في ظل التنافس الاقتصادي والجيوسياسي المتصاعد بين القوتين.