أخبار عاجلة

صفقة F-35 .. مناورة سعودية جديدة تعمّق الارتهان لواشنطن ومحاولة لتقديم نفسها كمدير أمني للمنطقة

نبأ – في خطوة أعادت خلط أوراق الأمن الإقليمي، تحركت السعودية نحو شراء 48 مقاتلة F-35 من الولايات المتحدة بقيمة تتجاوز 142 مليار دولار، في صفقة تُعد الأضخم من نوعها لدولة غير منضوية تحت المظلّة الدفاعية للناتو. ورغم أن الرياض تروّج لهذه الخطوة باعتبارها قفزة استراتيجية، إلا أنّها تعكس بحسب موقع “Modern Diplomacy” اتجاها متسارعا نحو الارتهان الأمني والسياسي لواشنطن، في وقت تصعد فيه المملكة دورها في الخليج بطريقة تتجاوز قدراتها الفعلية.

تأتي الصفقة بعد توقيع اتفاقية الدفاع المتبادل بين السعودية وباكستان في 17 سبتمبر 2025، وهي اتفاقية وُصفت بأنها جزء من إعادة هندسة جديدة للنظام الأمني في الخليج تحت إشراف واشنطن. ويشير “الموقع التحليلي” إلى أن السعودية تحاول تقديم نفسها كمدير أمني للمنطقة، لكن هذا الدور يبقى منقوصا وموجها بالكامل من الولايات المتحدة، التي تبقى صاحبة القرار النهائي في استخدام وتشغيل منظومة F-35.

زيارة محمد بن سلمان إلى واشنطن في 18 نوفمبر عزّزت هذا الانطباع حيث طلب تدخلا أميركيا في السودان، وناقش ملفات غزة والبحر الأحمر. ما يعني أن الرياض تتحرك كوسيط فقط بقدر ما تسمح به واشنطن، وليس كلاعب مستقل كما تحاول تصوير نفسها.

ورغم الضجة التي صاحبت الصفقة، اتفق خبراء الشؤون العسكرية على أن امتلاك السعودية لمقاتلات F-35 لن يمنحها تفوقا جويا حاسما، لكون تشغيل هذه المقاتلات مرتبطا كليا بالبنية التحتية الأميركية. فالسعودية لن تتمتع بحرية استخدام الطائرات، ولن تحصل على أسرارها التقنية، ولن تملك حق تعديلها أو دمجها في منظومة مستقلة.

بمعنى آخر أن الرياض دفعت مئات المليارات مقابل جزء محدود من القدرة، ودرجة عالية من التبعية.