نبأ – تروّج الرياض لـ«ذا لاين» كمدينة المستقبل وذروة الابتكار العمراني، يكشف تقرير للمصدر الإخباري للمعهد الأمريكي للأبحاث الاقتصادية (ذا دايلي ايكونومي) أنّ المشروع يسير في الاتجاه المعاكس تماماً، مهدّداً بأن يتحوّل إلى نموذج جديد لمدن الأشباح، على غرار التجارب الصينية التي بُنيت فيها مدن شاهقة بلا حياة ولا سكان.
التقرير الصادر في 8 ديسمبر الجاري يؤكد أن الإنجاز الفعلي في «ذا لاين» لا يتجاوز 2.4 كلم فقط من أصل 170 كلم مخطط لها بحلول 2030، وهو فارق شاسع يكشف حجم التعثّر، خصوصاً بعد تأجيل مراحل واسعة بسبب نقص التمويل وتركيز الحكومة على البنية التحتية للطاقة بدل البيئة السكانية والوظيفية.
ويشير التحليل إلى أن السعودية تعيد إنتاج الخطأ ذاته الذي سقطت فيه بكين سابقاً: بناء المدن قبل وجود الإنسان. فحتى الآن لا خطة اقتصادية واضحة لجذب السكان أو الشركات، لا نشاط إنتاجي قادر على خلق وظائف مستقرة، ولا بيئة اجتماعية تسمح بتكوين مجتمع حقيقي، في ظل فجوة الحقوق بين المواطنين والمقيمين الذين يشكّلون الكتلة الأكبر، مع العلم أن الهدف من المشروع هو الأجانب وليس المواطنين.
وكان تحقيق لصحيفة فايننشال تايمز كشف في وقت سابق أن مشروع “ذا لاين” يتهاوى أمام حقائق الفيزياء والتمويل، مع تباطؤ الأعمال وتراجع الطموحات رغم إنفاق ما لا يقل عن 50 مليار دولار حتى الآن. مشيرا إلى أزمة رؤية يقودها محمد بن سلمان، لصالح نزعة استعراض سلطوية تبحث عن مجد شخصي، ولو على حساب مقدّرات الدولة ومستقبل مواطنيها.
ومع استمرار التعثّر، تتكاثر علامات الاستفهام: فهل ستواصل الرياض الغرق في وحول ذا لاين خدمة لأوهام بن سلمان؟
قناة نبأ الفضائية نبأ