نبأ – في السودان، يبدو الصراع بين السعودية والإمارات أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، بعدما انتقل التنافس بين الطرفين من الكواليس السياسية إلى الواجهة الإعلامية، مع شنّ وسائل إعلام سعودية منها قناة العربية والحدث وقنوات أخرى هجومًا مباشرًا على قوات الدعم السريع المدعومة من أبو ظبي، في مؤشر جديد على احتدام الصراع على النفوذ داخل الساحة السودانية.
وجاء هذا التصعيد عبر تداول تقارير أجنبية، أبرزها تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، الذي ركّز على تورّط مقاتلين كولومبيين في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع مقابل رواتب مرتفعة، إذ أشارت الوكالة إلى أن الدعم السريع جنّد عسكريين كولومبيين سابقين، بعضهم تلقى رواتب تصل إلى نحو أربعة آلاف دولار شهريًا، مستفيدًا من خبرتهم في العمليات الخاصة واستخدام المسيّرات، ومشاركتهم في معارك معقّدة، من بينها حصار مدينة الفاشر وظهورهم في مواقع مدمّرة داخل مخيم زمزم للنازحين، في سياق محاولة ربط هذه القوات بملف “المرتزقة الأجانب” وتشويه صورتها دوليًا.
إعادة تضخيم هذا التقرير من قبل الإعلام السعودي لا يمكن فصلها عن الصراع الإقليمي غير المعلن بين الرياض وأبو ظبي، حيث بات السودان ساحة مفتوحة لتبادل الرسائل السياسية والإعلامية بين الحليفين السابقين. ويطرح هذا التصعيد تساؤلات حول ما إذا كان الهجوم الإعلامي مقدّمة لخطوات أوسع ضد النفوذ الإماراتي في السودان، أم مجرّد ضغط تكتيكي في صراع يتجه نحو مزيد من الانكشاف.
قناة نبأ الفضائية نبأ