أخبار عاجلة

الكرامة تنتصر: احتجاز جثامين الشهداء .. سياسة سعودية قمعية

نبأ – في السعودية، لا تنتهي حكايةُ العذاب والألم عند لحظة الإعدام، بل تبدأ مرحلةٌ أخرى أكثر قسوة: مرحلة احتجاز الجثمان. سياسةٌ غيرُ معلنة رسميًا، لكنها موثقة في شهادات العائلات وتقارير حقوقية، تحوّل الموت إلى عقوبة مستمرة، وتُبقي الفقد مفتوحًا بلا خاتمة. سياساتٌ تحاكي ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعوب المنطقة، لكنها في السعودية تُنفّذ ضد أبناء البلد الذين يتطلّعون إلى الأمن والأمان.

وضمن فعاليات الكرامة تنتصر لعام 2025، تعود قضية احتجاز الجثامين لتسلط الضوء على احتجاز جثمان الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، والذي أعدم في الثاني من يناير 2016 بعد اعتقال تعسفي دام لأربع سنوات على خلفية مطالباته بتحسين الواقع المعيشي والأمني للناس، ومنذ ذلك التاريخ، لا تزال عائلته محرومة من معرفة مصير جثمانه.

ممارسات لم تنته، إنما تعود لعقود من الزمن، ويعد الزعيم عبد الحسين بن جمعة الذي تصدّى لمحاولات عبد العزيز بن سعود احتلال القطيف أول شهيد مغيّب الجثمان منذ عام 1914، وتتولى قائمة الشهداء المغيبين خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي لتشمل: الشهيد عبد الرؤوف بن الشيخ حسن الخنيزي، والشهيد عبد المجيد الشماسي، والشهيد حسن بن العلامة الشيخ فرج العمران، والشهيد عبد الواحد العبد الجبار، والشهيد حسن صالح الجشي، والشهيد محمد الحايك. وفي التاريخ الحديث، أخفت السلطات السعودية خلال عام 2025 فقط 17 جثمانًا لمعتقلين أعدموا في السجون، من بينهم الشهيد حسين القلاف، ومحمد آل حمد، وحسن سليم، من أبناء القطيف. وقد رفضت السلطات تسليم جثامينهم إلى ذويهم.

هذه الجريمة ليست استثناءً، ففي أبريل 2019، أعلنت السلطات تنفيذ إعدامات جماعية شملت شبانًا من القطيف، من بينهم عبد الكريم الحواج، ومجتبى السويكت. عائلات عدد منهم أكدت في إفادات لاحقة أنها لم تتسلّم الجثامين، ولم تُبلّغ بمواقع الدفن.

ومع مرور السنوات على تسلّط آل سعود، يرتفع عدد الجثامين الشهداء المحتجزة والتي تجاوزت المئتي جثمان، ولا تزال سياسة الاعتقال التعسفي والقتل الممنهج وإخفاء الجثامين جارية في السعودية، بالتوازي مع مساعي الرياض المستمرة لتلميع صورتها عبر الفعاليات الرياضية والفنية.